بينما ينتظر العالم ما سيؤول إليه الصراع بين المرشح الديمقراطي جو بايدن، والجمهوري الرئيس دونالد ترامب، لحسم من سيدخل إلى البيت الأبيض، صوَّت الأمريكيون أيضاً لانتخاب أعضاء جدد لمجلسي الشيوخ والنواب.
كيف يبدو الوضع في مجلس الشيوخ؟ حسب النتائج الأولية التي أعلنتها وسائل إعلام أمريكية، الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، فإن الجمهوريين لا يزالون يسيطرون على مجلس الشيوخ، رغم خسارتهم مقعداً واحداً وفق النتائج الأولية.
إذ يتصدرون المجلس بـ48 مقعداً مقابل 46 للحزب الديمقراطي، ولتحقيق الفوز بالأغلبية في مجلس الشيوخ سيحتاج الديمقراطيون انتزاع ثلاثة مقاعد من الجمهوريين إذا فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن والسيناتورة كمالا هاريس في التصويت المحتدم على منصبَي الرئيس ونائب الرئيس، بينما سيحتاجون أربعة مقاعد إذا خسر بايدن.
بينما لم تُحسم أربعة سباقات في انتخابات الشيوخ حتى الأربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني، ويتفوق الجمهوريون في ثلاثة منها: ألاسكا وجورجيا ونورث كارولاينا.
كما هزم السيناتور الديمقراطي جاري بيترز، الجمهوريَّ جون جيمس في ميشيغان، حسب تقديرات شبكات تلفزيونية ومركز إديسون للأبحاث.
تقدُّم الجمهوريين واضح: جاء النبأ السار للجمهوريين من ولاية "مين" حيث هزمت السيناتورة كولنز من الحزب الجمهوري، التي كانت تعتبر منذ مدة طويلةٍ عرضةً للهزيمة، الديمقراطيةَ سارة جي ديون.
بينما هزم الديمقراطيون السيناتورة الجمهورية مارثا ماكسالي في أريزونا، وكوري جاردنر في كولورادو. لكن هذا المكسب هبط إلى مقعد واحد بعدما خسروا مقعد ألاباما الذي كان يشغله السيناتور الديمقراطي دوج جونز.
فيما تمكن أربعة من الأعضاء الجمهوريين بالمجلس، وهم جوني إرنست من ولاية أيوا، وستيف دينز من مونتانا، ولينزي غراهام من ساوث كارولاينا، وجون كورنين من تكساس، من الصمود في وجه تحديات الديمقراطيين، حسبما أفادت شبكات ومركز إديسون للأبحاث.
كما فاز الجمهوريون في كانساس حيث أُعلنَ فوز الجمهوري روجر مارشال على الديمقراطية باربرا بوليير.
ستشكل سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ تحدياً للمرشح الديمقراطي جون بايدن إذا فاز في انتخابات الرئاسة، إذ من المرجح أن يعطلوا أجزاء كبيرة من خطته التشريعية، وضمن ذلك توسيع برنامج الرعاية الصحية ومكافحة التغير المناخي. وسيواجه ترامب إذا فاز بفترة ولاية ثانية بعقبة مماثلة في مجلس النواب، حيث يسيطر الديمقراطيون على أغلبية جرى تقليصها.
ماذا عن مجلس النواب؟ رغم خسارتهم ستة مقاعد، لا يزال الديمقراطيون يسيطرون على مجلس النواب بـ204 مقاعد، بينما لدى الجمهوريين 190 مقعداً بعد أن فازوا بستة مقاعد جديدة في انتخابات التجديد النصفي.
إذ أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الأمريكية، أن الديمقراطيين يتجهون للسيطرة على مقاعد مجلس النواب الأمريكي.
كما أعلنت وكالة "أسوشييتد برس"، الخميس، فوز الحزب الديمقراطي بـ204 مقاعد في مجلس النواب، مقابل 190 للحزب الجمهوري.
كما أشارت إلى إعادة انتخاب المسلمتين إلهان عمر ورشيدة طليب لولاية ثانية بمجلس النواب، وهما اللتان كانتا على خلاف دائم مع دونالد ترامب.
إذ حققت طليب، فلسطينية الأصل، فوزاً كبيراً في ديترويت، على منافسها الجمهوري الرئيسي ديفيد دودنهوفر، في منطقة الكونغرس رقم 13 بولاية ميشيغان.
فيما احتفظت عمر، أول نائبة مسلمة محجبة في الكونغرس، بمقعدها ممثلةً للدائرة الخامسة في ولاية مينيسوتا، بنسبة 64.6% ضد خصمها الجمهوري الذي حصل على 25.9%.
كيف تجري الانتخابات؟ يتكون المجلس التشريعي الأمريكي (الكونغرس)، من مجلسين. يضم مجلس النواب 435 مقعداً، يمثل كل منها منطقة ذات حجم مماثل تقريباً، وهناك انتخابات في كل من هذه المقاعد كل سنتين.
ويتألف مجلس الشيوخ من 100 عضو لمدة ست سنوات. يُطرح ثلث المقاعد للانتخاب في كل دورةٍ مدتها سنتان. لكل ولاية عضوان في مجلس الشيوخ، بغضّ النظر عن عدد سكانها؛ وهذا يعني أن وايومنغ، التي يقل عدد سكانها عن 600000 نسمة، تحمل وزن ولاية كاليفورنيا نفسها، بنحو 40 مليون نسمة.
تحتاج معظم التشريعات الأمريكية موافقة كلا المجلسين لتصبح قوانين، لكن مجلس الشيوخ لديه بعض الوظائف الأخرى المهمة، لا سيما الموافقة على التعيينات الرئاسية العليا، على سبيل المثال في المحكمة العليا.
في معظم الولايات، يفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في يوم الانتخابات بالمقعد. ومع ذلك، تطلب جورجيا ولويزيانا أن يحصل المرشح الفائز على 50% من الأصوات. إذا لم يفعل ذلك أحد، فإنهم يجرون جولة الإعادة بين أكبر مرشحين.