يواجه مستخدمو موقع تويتر في السعودية تضييقاً من قبل السلطات، كان سبباً في إيصال بعض السعوديين إلى السجن بسبب تغريدات كتبوها ولم ترُق للسلطات، كما تعرَّضت شخصيات عامة إلى الإخفاء، وما زالت معتقلة في السجون دون أن تخضع لمحاكمات علنية.
اعتقال الدخيل: وكالة الأنباء الفرنسية أشارت إلى أن التضييق على تويتر طال حتى مسؤولاً سعودياً، هو وكيل وزير المالية عبدالعزيز الدخيل، مشيرةً إلى أن تغريدة أعرب فيها الدخيل عن تعازيه في وفاة أحد النشطاء، لم تبدُ خطيرة، إلا أن اختفاءه الغامض بعد ذلك بفترة وجيزة سلَّط الضوء على ما يُسمّيه المراقبون "استبداد الدولة الرقمي".
كان الدخيل قد اختفى، في أبريل/نيسان 2020، إلى جانب مفكِّرَيْن آخرين على الأقل، يُعتقد أنهما رهن الاحتجاز لانتقادهما الضمني للدولة.
في الأشهر التالية، ظهرت مزاعم مفادها أن خرقاً لبيانات تويتر نفَّذه متسللون سعوديون عام 2015 أدّى إلى موجةٍ من "الاختفاءات القسرية" لمنتقدي السلطة الحاكمة، الذين يملك العديد منهم حسابات مجهولة على منصة التواصل الاجتماعي.
وبحسب الوكالة الفرنسية فإنّ هذه الحالات توضّح كيف أن السعودية التي تضم الجزء الأكبر من مستخدمي تويتر في العالم العربي، تسعى إلى تسخير قوة المنصة لتعزيز إصلاحاتها الطموحة إلى جانب الحدّ من حرية التعبير.
كانت شخصيات عامة قد اختفت عن الأنظار بعدما أعربت عن تعاطفها مع وفاة الناشط المعتقل عبدالله الحامد، بحسب أقارب، ومنظمتين حقوقيتين إحداهما منظمة القسط في لندن.
توفي الحامد، الناشط المتمرس، بعد إصابته بجلطة دماغية أثناء قضائه عقوبة سجنه التي تبلغ مدتها 11 عاماً، وأثارت وفاته موجة انتقادات من نشطاء دوليين.
ولم يكن مكان الدخيل معروفاً على وجه الدقة، ولم تكشف السلطات عن أي تهم رسمية، وفقاً لما قاله نجله عبدالحكيم الدخيل للوكالة الفرنسية.
عبدالحكيم، المقيم حالياً في باريس، قال "لماذا اعتقلوه، ما جريمته، هل هو في السجن بسبب تغريدة؟". فيما لم تردّ السلطات السعودية على طلب الوكالة للتعليق.
تغريدة ثمنها السجن: من جانبها، قالت لين معلوف، مديرة البحوث في الشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية إنه "يمكن لتغريدة بسيطة أن تزجّ بك في السجن في السعودية، دون أن تتمكن من الاتصال بمحامٍ لأشهُر وربما لسنوات".
ما أثار القلق أيضاً الاختراق الذي نفّذه جاسوسان سعوديان لتويتر عام 2015، والذي أدى إلى الكشف عن منتقدين مجهولين للحكومة على الموقع واعتقالهم، وفقاً لأقارب ودعويين قضائيتين ضد شركة تويتر، بحسب موقع France 24.
أحد هؤلاء الذين كشف هذا الاختراق عنهم هو عبدالرحمن السدحان، الموظف البالغ من العمر 36 عاماً في منظمة الهلال الأحمر الإنسانية، الذي عبّر عن رأيه في قضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية على حساب مجهول على تويتر، وفقاً لعائلته.
وقالت شقيقته أريج السدحان، المقيمة في سان فرانسيسكو، إن الشرطة السرية السعودية اعتقلته من مكتبه في الرياض، في مارس/آذار عام 2018، وبعد عامين من اختفائه سُمح له بإجراء مكالمة قصيرة مع أحد أقاربه، كشف فيها عن احتجازه في سجن الحائر شديد الحراسة بالقرب من الرياض.
أريج أضافت في حديثها للوكالة الفرنسية: "كانت مكالمته الأولى والوحيدة، ولم تستمر أكثر من دقيقة"، مشيرةً إلى أن "أحدهم كان يقف خلفه، وقال له: انتهت الدقيقة، لم يتمكن من قول كلمة وداع أو التحية، انقطع الخطّ".
ويقول مارك أوين جونز، مؤلف الكتاب الذي سيصدر قريباً "Digital Authoritarianism in the Middle East": "الاستبداد الرقمي السعودي… فجّ وفاضح": "على مدى السنوات القليلة الماضية نجحت الكيانات المرتبطة بالسعودية في استغلال تويتر واختراقه، لدرجة أن تويتر نفسه أصبح أحد أسلحة الحكم الاستبدادي".