كشفت صحف فرنسية مساء الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020 أن الرجل الذي هدد المارة بشوارع مدينة أفينيون الفرنسية وأردته الشرطة قتيلاً صباح الخميس ينتمي "لليمين المتطرف وكان يخطط لمهاجمة المسلمين".
صحيفة L'Observateur الفرنسية قالت نقلاً عن Le Monde إن الرجل الذي هدد المارة مواطن فرنسي، ولد في فرنسا، ولا علاقة له بالإسلام، مشيرة إلى أنه يعاني من اضطرابات نفسية.
فيما ذكرت الصحيفة أن الرجل ينتمي إلى جماعات يمينية متطرفة في فرنسا بينها "Génération identitaire" (الحفاظ على الهوية) المتطرفة، كما هدد في وقت سابق بمهاجمة تاجر من أصل مغاربي.
الحكومة الفرنسية، من جهتها أعلنت أنه لن يتم التحقيق بالحادث الذي شهدته، "أفينيون" الجنوبية، على أنه "هجوم إرهابي"، بخلاف نظرتها لحادث الطعن بمدينة "نيس" (جنوب شرق) الذي وقع قبله بساعات.
تفاصيل جديدة: إذ ذكر المدعي العام الفرنسي، فيليب غيماس أن المشتبه به، الذي قُتل برصاص الشرطة؛ لأنه لم يلق سلاحه، كان يرتدي سترة مكتوباً عليها "الدفاع عن أوروبا" كما أنه ألقى التحية النازية أثناء مهاجمته للمارة.
وذكر بيان المدعي العام أن المهاجم كان يعاني من "مشكلة نفسية" وبالتالي لن يتم التحقيق في الحادث باعتباره "هجوماً إرهابياً".
وفي اللحظات الأولى من الحادث، كتبت وسائل الإعلام السائدة في البلاد أن المهاجم هدد المارة بسكين كبير قائلاً "الله كبر"، لكن المدعي العام قال: "كان المهاجم فرنسياً أبيض في الثلاثينيات من عمره يرتدي سترة حركة الهوية اليمينية المتطرفة وبالتأكيد لم يصرخ" الله أكبر".
وبينما لم يقدم المدّعي العام أية معلومات بشأن هوية المهاجم بعد تلك التصريحات، لم يدل الرئيس، إيمانويل ماكرون بأية تصريحات حول هذا الهجوم.
من ناحية أخرى، أكد شخص تعرض للهجوم أن الشخص الذي صوب السكين نحوه كان يرتدي ملابس حركة الهوية اليمينية المتطرفة، مشيراً إلى أنه ألقى التحية النازية قبل أن يصوب السلاح تجاهه.
هجوم نيس: وفي وقت سابق الخميس، قالت الشرطة الفرنسية إن "هجوماً بسكين استهدف كنيسة السيدة العذراء وسط نيس، ما أسفر عن 3 قتلى، بينهم اثنان لقيا مصرعهما داخل الكنيسة، وآخر عند محاولته الفرار إلى الخارج"، بحسب شبكة "بي إف إم" المحلية.
فيما أعلن مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب بفرنسا، فتح تحقيق في واقعة الطعن، باعتبارها "محاولة اغتيال على صلة بمؤسسة إرهابية".
وألمح عمدة نيس، كريستيان إستروسي، في تصريح متلفز، إلى وجود صلة للحادث بالدين الإسلامي، بقوله إن "المهاجم (الذي تم اعتقاله) كان يصرخ الله أكبر مراراً وتكراراً، بعدما أصابته الشرطة".
ووصف ماكرون الحادث بـ"الهجوم الإرهابي الإسلاموي"، معرباً عن تضامنه مع الكاثوليك ببلاده.
فرنسا شهدت خلال الأيام الماضية نشر صور ورسوم كاريكاتيرية مسيئة إلى النبي محمد، عبر وسائل إعلام، وعرضها على واجهات بعض المباني، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.
وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتيرية"، ما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية.