انتشر شريط فيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان وخارجها، يُظهر قيام صحفي سوداني بمهاجمة وزير خارجية البلاد عمر قمر الدين إسماعيل، خلال ندوة صحفية في العاصمة الخرطوم، وذلك بسبب قرار الحكومة الشروع في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
خطاب حاد
ويظهر في الشريط المصور، الذي لقي تفاعلاً واسعاً على تويتر، صحفي سوداني وهو يوجه "خطاباً قاسياً" لوزير الخارجية، حيث وصف قرار الحكومة السودانية التفاوض مع الإسرائيليين وزيارة وفد إسرائيلي للبلاد بأنهما أصابا السودانيين في كرامتهم وعزتهم، إذ قال في خطاب مباشر: "لقد أُصبنا في عزتنا وكرامتنا".
كما صرح قائلاً: " كنتم تتسكعون في شوارع أوروبا وواشنطن، وتتجولون بين البرلمانات، ثم الآن تجلسون مع الإسرائيليين، وأنت الشخص الرئيسي الذي وضع السودان في قائمة الإرهاب".
في اتهامات مباشرة للمسؤول السوداني، قال الصحفي مخاطباً إياه: "أنت لا تستحق هذا المنصب، وكل من كان يتسكع في أوروبا وجاؤوا ليحكمونا اليوم غير جديرين بأن يحكموا هذا الشعب، والأمة السودانية تقول لكن لا لإسرائيل لا للتطبيع لا للعملاء".
قبل أن يلقي الميكروفون في وجه الوزير.
قرار التطبيع
إذ أكد وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول، أن اتفاق التطبيع مع إسرائيل "مبدئي وشفهي"، وأن إجازته النهائية مرتبطة بموافقة البرلمان.
قال قمر الدين، خلال ندوة بالعاصمة الخرطوم، إن "الاتفاق مبدئي وشفهي للتطبيع مع إسرائيل، ولا توجد بنود مكتوبة، وسيُكتب الاتفاق لاحقاً، وينزل (ويُعرض) على المجلس التشريعي ليوافق عليه أو يرفضه".
كما أضاف: "نعم وافقنا على ربط رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بالتطبيع مع إسرائيل"، لكنه استدرك أن "التطبيع لم يكن إملاء من أي جهة، وإنما تقدير موقف للخروج من الحلقة الشريرة".
وشدد على أن السودان عانى وخسر كثيراً بوضع اسمه في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقال: "السودان يستحق رفع اسمه من القائمة والسودانيون ليسوا إرهابيين".
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد أعلنت الأسبوع الماضي، أن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا".
في اليوم نفسه، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبلغ الكونغرس نيته رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، التي أدرج عليها منذ عام 1993، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
غضب ومعارضة
وبذلك يصبح السودان البلدَ العربي الخامس الذي يوافق على تطبيع علاقاته مع إسرائيل، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين (2020).
وعقب إعلان التطبيع، أعلنت قوى سياسية سودانية عدة، رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، من بينها أحزاب مشارِكة في الائتلاف الحاكم.
وقوبل تطبيع كل من السودان والإمارات والبحرين برفض شعبي عربي واسع، واعتبره منتقدون خيانة للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية.