وصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020، معاملة الصين لمسلمي الإيغور بأنها أكبر تهديد للحرية الدينية، وذلك بالتزامن مع موجة غضب يشهدها العالم الإسلامي جراء رسومات مسيئة للنبي محمد نشرتها صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية وتلتها تصريحات للرئيس الفرنسي.
تصريحات بومبيو جاءت في كلمة له أمام جناح الشباب في منظمة نهضة العلماء، وهي أكبر منظمة للمسلمين في إندونيسيا، إذ حث وزير الخارجية الأمريكي الذي يزور أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان في إطار جولة إقليمية لتعزيز العلاقات التجارية والأمنية، الإندونيسيين على البحث عن الحقائق فيما يتعلق بمعاملة مسلمي الإيغور في إقليم شينجيانغ بالصين.
هجمات على المسلمين: تصريحات بومبيو جاءت في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي موجة غضب جراء الرسومات المسيئة للنبي محمد، والتي نشرتها صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية وتلتها تصريحات للرئيس الفرنسي وُصفت بالمعادية للإسلام والمسلمين.
في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلنت الشرطة الفرنسية أنها قتلت بالرصاص رجلاً قالت إنه شيشاني قتل معلماً عرض على تلاميذه رسوماً كاريكاتيرية "مسيئة" للنبي محمد، في مدرسة بإحدى ضواحي العاصمة باريس.
ورداً على الحادث، شهدت فرنسا نشر صور ورسوم أخرى مسيئة للرسول على واجهات بعض المباني الحكومية، كما زادت الضغوط والمداهمات التي تستهدف منظمات المجتمع المدني الإسلامية بالبلاد، للسبب ذاته.
وفي 13 من الشهر نفسه كشف وزير الداخلية الفرنسى جيرار دارمانان عن إغلاق السلطات لـ73 مسجداً ومدرسة خاصة ومحلاً تجارياً منذ مطلع العام الجاري، بذريعة "مكافحة الإسلام المتطرف".
وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول أعلن الوزير أنهم يعتزمون غلق مسجد وعدد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الإسلامية بالبلاد، ومن بينها منظمة "بركة سيتي"، وجمعية "التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا" (CCIF).
موجة غضب: وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول، قال ماكرون، في تصريحات صحفية، إن فرنسا لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتيرية" (المسيئة للإسلام)، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.
المغرب: في المغرب تتواصل دعوات نشطاء مغاربة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، عقب نشر رسوم مسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، مؤخراً، على واجهات بعض المباني في فرنسا.
وتصدّر وسم (هاشتاغ) "مقاطعة المنتجات الفرنسية" قائمة التريند على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في المغرب، منذ الجمعة، وتفاعل معه الآلاف، بينهم مثقفون ومفكرون وأكاديميون.
كما غيّر آلاف النشطاء صورَهم الشخصية على موقعي تويتر وفيسبوك وغيرهما، وأضافوا إليها عبارة "إلَّا رسول الله"، في تعبير عن رفض الإساءة للنبي محمد والدين الإسلامي.
تونس: أما في تونس، فتظاهر المئات، الأحد، جنوب شرقي البلاد، منددين بتصريحات الرئيس الفرنسي.
وانضم أردنيون إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية، رداً على سماح باريس بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد، وتصدّر هاشتاغ "#إلا_رسول_الله_يا_فرنسا" قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في المملكة، الأحد 25 أكتوبر/تشرين الأول 2020.