فقدت القوات المسلحة الألمانية أكثر من 100 قطعة سلاح، تتراوح بين بنادق هجومية ومدافع رشاشة ثقيلة، وذلك وفقاً لأعضاء حملة تخشى أن يكون الجنود المنتمون إلى جماعات اليمين المتطرف قد استولوا على بعض من هذه الأسلحة، وفقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
إذ يحقق الجيش الألماني (بوندس فير) في أكثر من 700 حالة اشتباه وجود أعضاء من اليمين المتطرف بين صفوفه. فقد جرى حلّ فرقة كاملة من قيادة القوات الخاصة KSK بعد اكتشاف أن أحد مقاتليها جمع مدفعاً رشاشاً، وكيلوغرامين من المفرقعات، وقنبلة يدوية، وبضعة آلاف من الرصاص داخل منزله في ولاية ساكسونيا.
المدعي العام الأول في البلاد يحقق في سرقة بندقيتي هجوم ومسدس من قاعدة تدريب في ولاية ساكسونيا السفلى، كانت مرتبطة بشبكة نازيين جدد مزعومة.
أصابع الاتهام تشير إلى اليمين المتطرف: فيما نشر مركز الجمال السياسي (ZPS)، وهو عبارة عن تجمع من الفنانين، قائمة اليوم بأسلحة أخرى يُفترض أنها مفقودة، وعرض جائزة 1000 يورو لمن يدلي بمعلومات تقود إلى استعادة الأسلحة، التي تضم 11 بندقية هكلر آند كوخ جي 3، و 6 مدافع رشاشة ثقيلة إم جي 3، ونظاماً صاروخياً مضاداً للطائرات محمولاً على الكتف.
وتضع مجموعة الفنانين ZPS كذلك "صندوق أمانة" ساخراً خارج مقر المستشارية التي ترأسها أنجيلا ميركل لتسليم الأسلحة ذات الإصدار العسكري. تُعرف هذه المنظمة بأعمالها المثيرة المتناقضة، مثل نصب عمود قيل إنه احتوى على رماد ضحايا الهولوكوست خارج مبنى الرايخستاغ وسرقة شاهد القبر الخاص بفرانز فون بابن، الذي ساعد في وصول هتلر إلى الحكم.
كما تنظر الصحافة الألمانية بتشكك في مزاعم مجموعة ZPS بأنها جندت عدداً من المصادر المتعاطفة معها داخل صفوف الجيش الألماني، لكن المشكلة التي تسلط عليها الضوء حقيقية، وقد بدأت لجنة استخباراتية تابعة للبرلمان الألماني (البوندستاغ) في تحقيقات حول الأسلحة المفقودة. إذ إن قيادة القوات الخاصة KSK وحدها فقدت 48 ألف طلقة من الذخيرة و62 كيلوغراماً من مادة رباعي نترات خماسي إريثريتول (PETN) المتفجرة، التي تستخدم في صناعة القنابل اليدوية.
وتعهدت وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب كارينباور بأن تضرب بيدٍ من حديد لتطهير الجيش من التطرف.
شبكات عنيفة لليمين المتطرف تقلق ألمانيا: في الشهر الماضي، أُجبر كريستوف غرام على التنحي من منصب رئيس الاستخبارات العسكرية الألمانية (MAD)، بعد الإصرار على عدم وجود شبكات عنيفة لليمين المتطرف بين صفوف القوات المسلحة. وأفادت مزاعم بأن مصادر في الاستخبارات العسكرية الألمانية سرّبت معلومات إلى متطرفي اليمين المشتبه فيهم، الذين خضعوا لرقابة الهيئة العسكرية.
وقال إيبرهارد تسورن، المفتش العام في الجيش الألماني المسؤول عن تقييم القوات المسلحة، إن مجموعة الأسلحة المفقودة وميول اليمين التطرف الكامنة شكلت تهديداً خطيراً على الدولة. وأضاف: "عندما تضع كلا الأمرين معاً، فيصير لديك شيء قد يكون شديد الخطورة".