أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، الإثنين 26 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وفاة القيادي البارز عزة الدوري، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، عن عمر يناهز 78 عاماً.
جاء ذلك في تسجيل صوتي عبر حساب الحزب المحظور بالعراق، على موقع فيسبوك، وقال فيه: "على أرض العراق وأرض الرباط والجهاد، ترجل اليوم من على صهوة جواده فارس البعث والمقاومة الوطنية العراقية الرفيق عزة إبراهيم الدوري".
الحزب أضاف أنه "إزاء هذا الحدث الجلل فإننا واثقون أيها الرفاق المناضلون أنكم ستعملون بوصية رفقينا الراحل الذي ودعنا جميعاً بالثبات على المبادئ والتحلي بالصبر والتمسك بمبادئ الحزب".
من جانبها، لم تصدر السلطات العراقية بياناً بشأن وفاة الدوري حتى الساعة 6:50 بتوقيت غرينتش.
أبرز المطلوبين لأمريكا: كان الدوري، الذراع اليمنى لصدام حسين، ونائبه منذ توليه الحكم عام 1979 حتى سقوطه عام 2003.
يُعد الدوري أحد أبرز المطلوبين على قائمة الولايات المتحدة لشخصيات النظام السابق، وظل مختفياً طوال السنوات الماضية باستثناء البيانات الرسمية التي دعم في بعضها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
فبعد غزو العراق كان يحتل الدوري المرتبة السادسة على قائمة الجيش الأمريكي التي تضم 55 مطلوباً عراقياً وعرضت مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله.
وعلى الرغم من كبر سنه وتدهور حالته الصحية، حسبما أفادت تقارير، فإنه كان يُعتقد أن الدوري زعيم الجماعة المسلحة البعثية "جيش النقشبندي" وهي واحدة من عدة مجموعات تدعم "داعش".
كذلك تهكن بعض المحللين بأن صدام حسين بعد فترة وجيزة من الاختباء وضع أساساً لحركة تمرد ونشر مساعديه وبينهم الرجل الذي يضع فيه أكبر قدر من الثقة عزة الدوري ليخططوا لعودة حزب البعث.
لكن محللين قالوا إن الانقسامات بين البعثيين أدت إلى إفساد تلك الخطط الطموحة ورأى الدوري فرصة في متشددي "داعش" الذي يمتلك الأسلحة الثقيلة والدبابات، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
في عام 2015، وكان مسؤولون سياسيون وقادة رجحوا مقتل الدوري في اشتباك بين أبناء عشائر سُنية ومسلحين قرب مدينة تكريت شمال بغداد في 17 نيسان/أبريل.
انتشرت في ذلك الحين صور لجثة رجل أصهب الشعر وذي لحية، يشبه في بعض ملامحه الدوري، لكن بعد أسابيع من الأنباء عن وفاته، نشرت ثلاث قنوات عراقية، إحداها مستقلة وأخريان مؤيدتان لحزب البعث، تسجيلاً صوتياً منسوباً للدوري.
وكان آخر ظهور للدوري في أبريل/نيسان 2019، عندما ألقى كلمة في تسجيل مصور، قدم فيها اعتذاراً إلى الكويت جراء الغزو عام 1990، وأكد أن البلد الأخير لم يكن يوماً جزءاً من العراق.
واحتل الجيش العراقي دولة الكويت عام 1990، واعتبرها آنذاك المحافظة الـ19 التابعة للعراق، ولم يخرج منها سوى بضغوط تحالف عسكري دولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.