قال موقع Axio الأمريكي، الأحد 25 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إنه إذا فاز الرئيس دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية، فسيتحرك على الفور لإقالة عدد من المسؤولين الأمريكيين، كنوع من الانتقام منهم إذ لا يراهم يتناغمون مع سياساته.
انتقام الرئيس: الموقع نقل عن مصدرين -لم يذكر اسميهما- قالاً إنهما ناقشا مصير مسؤولين أمريكيين مع ترامب، وقالا إن من بين الأسماء التي يرغب ترامب في إزاحتها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، كما يُتوقَّع أيضاً أن يستبدل ترامب آخرين بمديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبيل، ووزير الدفاع مارك إسبر، وذلك حسبما كشف مصدران.
المصدران ذكرا أيضاً أن ترامب وضع لائحة استبدالات طويلة، لكن هؤلاء هم الأهم، ولفت الموقع الأمريكي إلى أنه يشيع داخل دائرة ترامب المقربة شعور بالكراهية وعدم الثقة تجاه كريستوفر راي وجينا هاسبل.
كذلك نقل الموقع عن مسؤول -لم يذكر اسمه- قوله إن ترامب كان ليقيل الاثنين بالفعل، لو لم يكن ليثير ذلك انزعاجاً سياسياً قبل انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
ومن شأن فوز ترامب، أياً كان فارق نسب التصويت، أن يمنحه الجرأة لطرد أي مسؤول يراه عقبة في طريق تحقيق سياساته المرغوبة أو مطاردة من يتصور أنهم أعداؤه.
ووقَّع ترامب في الأسبوع الماضي أمراً تنفيذياً دق ناقوس الخطر لأنه يفسح المجال لتسييس الخدمات الحكومية، ووصف مسؤول في الإدارة هذا القرار بأنَّه "أمر جلل حقاً" لأنه يُسهِّل على الرؤساء التخلص من مسؤولي الأجهزة الحكومية.
كذلك فقد تخضع وزارات أخرى في الإدارة الأمريكية لإعادة هيكلة؛ فعلى سبيل المثال، لم يكن الرئيس ترامب قط معجباً بوزيرة التعليم بيتسي جيفوس، غير أنَّ استبدالها ليس مهماً لترامب بنفس قدر استبدال راي وهاسبل.
كواليس عن لائحة ترامب: وبحسب الموقع الأمريكي يزداد شعور ترامب بالإحباط من هاسبل؛ بسبب معارضتها رفع السرية عن وثائق من شأنها مساعدة تحقيق دور هام لوزارة العدل، الذي ينظر في أحقية مكتب التحقيقات الفيدرالية في التحري عن تدخلات روسيا في انتخابات 2016.
من جانبه، قال مصدر مُطلِع على المحادثات في وكالة المخابرات المركزية لموقع Axio إنه "منذ بداية حملة مدير الاستخبارات القومية لرفع السرية عن الوثائق، وشعور جينا هاسبل القوي بضرورة حماية المصادر المرتبطة بهذه المواد، كان هناك تذمر حول الوكالة بأنَّ المديرة تخطط لمغادرة وكالة المخابرات المركزية بغض النظر من يفوز في الانتخابات".
أما بالنسبة لراي، الذي كُشِف عن توقعات إقالته لأول مرة على موقع The Daily Beast، فأثار غضب ترامب لأنه لم يفتح تحقيقاً رسمياً في العلاقات التجارية الخارجية لابن المرشح الديمقراطي للرئاسة هانتر بايدن.
واستشاط ترامب غضباً أيضاً عندما أدلى راي -ثاني شخص يُعيِّنه ترامب خلال فترته الأولى في منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي- بشهادته في سبتمبر/أيلول 2020 بأنَّ مكتب التحقيقات لم يشهد عمليات تزوير واسعة النطاق في الانتخابات، بما في ذلك عمليات الاقتراع عبر البريد.
من جانبه، قال مسؤول كبير في مكتب التحقيقات الفيدرالي لموقع Axios: "إنَّ جمعيات إنفاذ القانون الرئيسية التي تمثل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الحاليين والسابقين وكذلك إدارات الشرطة والمأمورين في جميع أنحاء البلاد قد عبرت باستمرار عن دعمها الكامل لقيادة المدير راي لمكتب التحقيقات الفيدرالي".
غضب من وزير الدفاع: وبخصوص ماك إسبر فقد أثار حفيظة ترامب خلال الصيف عندما رفض فكرة إرسال ضباط جيش في الخدمة إلى الشوارع للتعامل مع الاحتجاجات المُطالِبَة العدالة العرقية، ونأى بنفسه عن عملية تطهير ميدان لافاييت لكي تُلتَقَط صورة لترامب في كنيسة سانت جون.
بيد أنَّ ترامب أشار لموقع Axios حينها إلى أنه "لم يكن يركز حقاً" على طرد إسبر. وحذر أحد كبار المسؤولين من أنَّ الآخرين الذين يريدون وظيفة رئيس البنتاغون هم من يقفون وراء هذه التكهنات لتقويض إسبر.
لكن أحد المصادر، الذي ناقش الخيارات مع ترامب، قال لموقع Axios إنه حث الرئيس على الانتظار إلى ما بعد الانتخابات لاستبدال آخر به.
من جانبه، علَّق المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير، لموقع Axios، وقال: "ليس لدينا إعلانات تخص موظفي الإدارة في الوقت الحالي، ولن يكون من المناسب التكهن بالتغييرات بعد الانتخابات أو في فترة ولاية ثانية".