قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت 24 أكتوبر/تشرين الأول 2020، في كلمة له خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحاجة لاختبار قدراته العقلية، عقب تصريحاته العنصرية الأخيرة حول الإسلام.
تصريحات الرئيس التركي جاءت رداً على ما اعتبره إساءة من الرئيس الفرنسي للإسلام والمسلمين، فضلاً عن إصرار وسائل إعلام ومسؤولين في فرنسا على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي الكريم محمد، عقب مقتل المدرس الذي عرض تلك الصور داخل أحد الفصول الدراسية.
أردوغان وسلامة عقل ماكرون: الرئيس التركي قال إن إيمانويل ماكرون بحاجة لاختبار عقلي، وقال: "فكيف لرئيس دولة أن يعامل الملايين من أتباع ديانة مختلفة (المسلمين) في بلاده بهذه الطريقة؟".
بخصوص اقتحام الشرطة الألمانية مسجداً في العاصمة برلين، أكد أردوغان أن هذه الحادثة تعتبر دليلاً على انتقال الفاشية في الدول الأوروبية إلى مرحلة جديدة.
كما أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، "بشدة" اقتحام الشرطة الألمانية مسجداً بالأحذية، في العاصمة برلين. وقال في تغريدة عبر تويتر إن مستوى العنصرية ومعاداة الإسلام والتجاهل التام لحرية المعتقد كانت واضحة في عملية اقتحام "مسجد مولانا" في برلين.
فيما شدد الرئيس التركي على أنه "لا يمكن لأي ذريعة أن تشرعن انتهاك قدسية دور العبادة".
كما أعرب عن أسفه إزاء "تحول أوروبا إلى كيان يحارب الاختلافات التي تحتويها، بعدما كانت تعتبر نفسها لسنوات طويلة بأنها مهد الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات".
بينما أكد أن تركيا ستواصل مكافحة العنصرية وكراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في أي مكان كان في العالم، وبشتى الوسائل.
دعوات لحوار إسلامي شامل: الأسبوع الماضي دعا الرئيس التركي المسلمين إلى الحوار للخروج من واقعهم المحزن. جاء ذلك في رسالة مرئية بعث بها إلى اجتماع تشاوري افتراضي نظمته رئاسة الشؤون الدينية بتركيا لوزراء/ رؤساء/ كبار المفتين المعنيين بالشؤون الدينية في البلدان الأعضاء والمراقبة بمنظمة التعاون الإسلامي.
إذ قال أردوغان: "ينبغي لنا كمسلمين أن نصغي إلى بعضنا أكثر، وأن نتبادل الأفكار في هذه الفترة المؤلمة والمليئة بالتحديات"، وأشار إلى أن التعصب القومي والمذهبي والإرهاب فتن تنخر العالم الإسلامي من الداخل.
كما شدد على أن "الواقع المحزن للمسلمين يشجع الإمبرياليين وأعداء الإسلام على محاولة النيل منهم". وأضاف أن المسلمين واجهوا العديد من المشاكل المعقدة، مثل الإرهاب والجوع والجهل وعدم المساواة في الدخل، والصراعات الداخلية والتفرقة.
بينما لفت الرئيس التركي إلى أن الاضطرابات والدماء تراق في البلدان الإسلامية، مثل اليمن وسوريا وأفغانستان وليبيا. وتابع: "للأسف الصرخات تتعالى اليوم من الأراضي الإسلامية التي أنارت درب البشرية لقرون طويلة بالمعرفة والحكمة والسلام".