العلماء يوجهون اهتمامهم نحوه.. هل تفك فضلات البشر “لغز” كورونا؟

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/22 الساعة 21:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/22 الساعة 21:16 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية من مختبر/رويترز

يعتقد العديد من العلماء أن فضلات الإنسان يمكنه أن يقدم أدلة حول العقاقير التي يستخدمها المجتمع ومسببات الأمراض الموجودة في البيئة، ومن بينها فيروس كورونا المستجد، إذ إن الفضلات البشرية ذات قيمة للباحثين الذين يدرسون الفيروس، ويمكن الكشف عن المادة الوراثية للفيروس في عينات البراز وأنظمة الصرف الصحي.

وفق تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية، الخميس 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإنه في جميع أنحاء الولايات المتحدة، كان العلماء يحللون مياه الصرف الصحي؛ لتحديد مدى انتشار التفشيات، أو التكهن بمكان التفشي التالي. ولا يمكن أن تحدد اختبارات الصرف الصحي الحالات الفردية، ولكنها يمكن أن تساعد بعض المجتمعات، مثل الجامعات، على الاستجابة لتفشي المرض في مناطق أو مبانٍ معينة.

وفي أماكن أخرى من العالم، كانت البلدان توسع نطاق أخذ عينات مياه من الصرف الصحي. وفيما يلي، بعض النتائج الرئيسية التي توصلوا إليها.

كندا

في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، أفاد فريق بمعهد أبحاث CHEO وجامعة أوتاوا المسؤولَين عن البرنامج، الذي يستخدمه قسم الصحة العامة في أوتاوا لتقديم تقارير يومية عن انتشار فيروس كورونا، بأن تركيزات الفيروس في مياه الصرف الصحي بالمنطقة تضاعفت الشهر الماضي وزادت عشرة أضعاف منذ يونيو/حزيران.

يقول الدكتور أليكس ماكينزي من الفريق، إن مثل هذا الاختبار يوفر معلومات مهمة بتكلفة قليلة. إذ تكلف كل عينة عدة مئات من الدولارات فقط، وتعطي لقطة موثوقة للصورة الكبيرة، وهناك قليل من مخاوف الخصوصية، لأن الاختبارات لا تكشف الإصابات الفردية.

كما يضيف أن النموذج يمكن أن تكون له تطبيقات مفيدة للسكان المعرضين للخطر، مثل أولئك الذين يعيشون في ملاجئ المشردين والسجون ودور رعاية المسنين، وذلك إذا جرى اختبار أنظمة السباكة في المباني أو المجمعات السكنية بشكل متكرر.

في حين تختبر عديد من البلدان والمدن مياه الصرف الصحي بحثاً عن الحمض النووي الريبوزي الفيروسي، قال ماكنزي إن فريقه يبحث أيضاً عن البروتين الذي يحيط بالمادة الجينية. وأوضح أن الحمض النووي الريبوزي للفيروس "وحش هش"، في حين أن البروتين أقوى ويمكن أن يقدم صورة أكثر دقة عن انتشار الفيروس.

هولندا

منذ مارس/آذار والمعهد الوطني الهولندي للصحة العامة والبيئة يأخذ عينات أسبوعية من شبكات الصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد. وتمكن الباحثون من اكتشاف آثار صغيرة للفيروس قبل تأكيد الحالات أو تفشي المرض. وفي حين بدأ البرنامج ببضع عشرات من المواقع، يجري المعهد منذ السابع من سبتمبر/أيلول، اختباراً منهجياً لكل مركز ضمن أكثر من 300 مركز لمعالجة مياه الصرف الصحي في البلاد، وفقاً لموقعه على الإنترنت.

هونغ كونغ

كان العلماء في هونغ كونغ فضوليين لمعرفة ما إذا كان اختبار عينات البراز من مجموعات سكانية معينة قد يساعد في اكتشاف الفيروس بشكل أفضل من الاختبارات التشخيصية، التي يمكن أن تنتج نتائج سلبية كاذبة. وفي تقرير صدر في سبتمبر/أيلول، خلص باحثون بجامعة هونغ كونغ الصينية إلى أن هذا النهج قد يكون مفيداً في تحديد الحالات التي لا تظهر عليها أعراض، حيث قد يظل الفيروس قابلاً للاكتشاف في عينات البراز بعد اختفائه من الجهاز التنفسي للمريض، حسبما ذكرت وكالة Reuters البريطانية.

كما نصح الباحثون الذين بدأوا الدراسة في مارس/آذار، بأن عينات البراز يمكن أن تكون مفيدة لاختبار الرُّضع وغيرهم ممن يصعب عليهم أخذ مسحة الأنف. فقد وجدوا أن الرضع والأطفال يميلون إلى أن تكون لديهم حمولات فيروسية أعلى في برازهم، مقارنة بالبالغين. ويوسع العلماء هذه الدراسة حالياً.

إيطاليا

إضافة إلى تتبُّع تفشي المرض، يهتم الباحثون بالأدلة التي يمكن أن توفرها مياه الصرف الصحي حول أصول الجائحة. ففي شمال إيطاليا، حيث كلف فيروس كورونا خسائر فادحة في مارس/آذار وأبريل/نيسان، حلل علماء من المعهد الوطني للصحة عينات مياه الصرف الصحي التي جُمعت من 40 مركزاً لمعالجة المياه الصرف بين أكتوبر/تشرين الأول 2019 وفبراير/شباط 2020.

وقد وجدوا أنهم اكتشفوا الفيروس لأول مرة بعينات من ميلانو وتورينو في 18 ديسمبر/كانون الأول، أي قبل أسبوعين تقريباً من إعلان الصين عن انتشار فيروس غامض في مدينة ووهان.

تحميل المزيد