كشفت وكالة الأنباء الفرنسية، الخميس 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020، نقلاً عن مصدر مطلع على قضية مقتل أستاذ في فرنسا بقطع رأسه بعدما عرض رسوماً كاريكاتيرية للنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، أن منفّذ الاعتداء كان على اتصال بجهادي يتحدّث الروسية في سوريا، فيما تم توجيه الاتهام إلى سبعة أشخاص.
اتصالات من سوريا: في الوقت الذي لم تحدد بعد هوية الجهادي في سوريا، أوردت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، الخميس، أن الشخص الذي يشتبه بأن أنزوروف كان على اتصال به موجود في إدلب، آخر معاقل فصائل المعارضة والمجموعات الجهادية في سوريا، وذلك بناءً على عنوان بروتوكول الإنترنت التابع له.
إذ نشر أنزوروف رسالة صوتية باللغة الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي عقب عرضه صورة ضحيته مذبوحاً، وفق ما علمت وكالة فرانس برس من مصدر مطلع على الملف.
في هذا التسجيل الموثّق، قال أنزوروف بلغة روسية ركيكة إنه "ثأر للنبيّ"، ملقياً باللوم على مدرّس التاريخ والجغرافيا لأنه أظهره "بطريقة مهينة".
يشير هذا الفيديو إلى تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ترجمة لوكالة فرانس برس، وكشفت التحقيقات عن تحول سريع لعبدالله أنزوروف إلى التطرف.
اتهام قاصريْن في الجريمة: من جهة أخرى، وجّهت النيابة العامة إلى سبعة أشخاص تهمة "التواطؤ" في عملية قتل الشيشاني عبدالله أنزوروف (18 عاماً) للمدرّس صامويل باتي، بينهم تلميذان مراهقان أرشدا المهاجم إلى الأستاذ في مقابل مبلغ من المال.
من بين المتهمين الآخرين إبراهيم شنينا والد أحد التلاميذ الذي نشر مقاطع فيديو تدعو إلى الانتقام الشعبي من المدرّس. وقد وجّه الوالد انتقادات إلى باتي لأنه عرض رسوماً كاريكاتيرية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في الصف.
المحققون في قضايا مكافحة الإرهاب مهتمون أيضاً بالتبادلات الهاتفية بين والد أحد التلاميذ ومنفذ الجريمة.
إبراهيم شنينا متهم على غرار الإسلامي المتشدد عبدالحكيم الصفراوي بأنه "صنّف الأستاذ كهدف على مواقع التواصل الاجتماعي".
فيما قال محامي الصفراوي لوكالة فرانس برس: "ثمة أشخاص يقفون وراء هذا الهجوم ويسعدهم بالتأكيد أن يروا أن التحقيق يركز على أطراف آخرين لم يرغبوا في مثل هذا الرعب". وأضاف أن "الأشخاص الخطرين الذين درّبوا أنزوروف بعيدين عن الأنظار وسيقومون بتدريب آخرين".
"التآمر وارتكاب جريمة قتل": وجّهت أيضاً النيابة العامة تهمة "التآمر في ارتكاب جريمة قتل إرهابية" إلى صديقين للمهاجم ويحاكم ثالث بتهمة "الارتباط بالإرهاب بهدف ارتكاب جرائم".
تأتي هذه الجريمة في إطار "سياق دعوات القتل" التي انطلقت منذ إعادة نشر صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية رسوماً كاريكاتيرية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في أوائل أيلول/سبتمبر قبل بدء المحاكمة في هجمات كانون الثاني/يناير 2015 في العاصمة الفرنسية، على ما أفاد المدعي العام في قضايا مكافحة الإرهاب جان فرانسوا-ريكار.
في 25 أيلول/سبتمبر، أسفر هجوم بساطور أمام المقر السابق للصحيفة الساخرة عن إصابة شخصين. وأشار المدعي العام أيضاً إلى "ثلاثة اتصالات" من تنظيم القاعدة وفرعها اليمني حرّضت على "قتل" من يقف وراء إعادة عرض هذه الرسوم.
كذلك، أعلن مكتب المدعي العام في باريس فتح "15 تحقيقاً" لوقائع "خطابات تمجيدية للإرهاب" و"تهديدات بالقتل" تحريض" على ارتكاب جريمة منذ عملية قتل المدرس.