قالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الخميس 22 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أخبر رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي، حاييم صبان، بأن السعودية لا يمكن أن تنضم إلى جارتيها، البحرين والإمارات، في إعلان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لأن القيام بذلك سيؤدي إلى "قتله على يد إيران وقطر وشعبه السعودي نفسه".
وفق تقرير للصحيفة العبرية، فإن ذلك جاء على لسان صبان الذي روى قصة اجتماعه مع ولي العهد السعودي، خلال فعالية انتخابية عُقدت عبر الإنترنت يوم الأربعاء 21 أكتوبر/تشرين الأول، تحت عنوان: "أمن إسرائيل وازدهار البيت الأبيض تحت حكم بايدن"، برعاية فريق الحملة الانتخابية الخاصة بالمرشح للرئاسة الأمريكية جو بايدن ونائبته كامالا هاريس في ولاية فلوريدا.
داعم الديمقراطيين
وبينما أشاد صبان بسياسات إدارة ترامب المنحازة لمصالح إسرائيل، هوّن بشدة من شأن فاعليتها، فيما سماه "اختبار النتائج الكاشف". وفي مقابلته مع النائب الديمقراطي تيد دويتش، انتقد صبان أيضاً "سياسة ترامب في محاربة الحلفاء واحتضان الأعداء".
صبان -الذي يعد أحد أقطاب صناعة الترفيه في الولايات المتحدة، وأحد كبار المتبرعين منذ فترة طويلة للحزب الديمقراطي، وقد جمع خلال الشهر الماضي فقط 4.5 مليون دولار لحملة بايدن، أثناء حفلة لجمع التبرعات في هوليوود- أعلن تأييده للمرشح الديمقراطي والأسباب التي تدفعه إلى ذلك، مشيداً بالسيناتور ونائب الرئيس السابق و"التزامه المتواصل على مدى 47 عاماً" بتأييد الدولة اليهودية.
وقال صبان: "كل اليهود الأمريكيين المعنيين بالتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل يعرفون أنهم يستطيعون الاطمئنان والنوم بسلام في ظل رئاسة بايدن".
كما أضاف المتحدث ذاته، الذي أسس "مركز صبان لسياسات الشرق الأوسط" التابع لمعهد بروكينغز في عام 2012: "ثمة عدد قليل جداً من الأشخاص على وجه الأرض الذين لديهم علاقة جيدة مع حلفائنا مثل علاقة نائب الرئيس بايدن، وهو سيستخدم هذه العلاقات ويستفيد منها أفضل استفادة. وسيعمل من أجل التوصل إلى اتفاقيات معهم، بدلاً من محاربتهم".
اتفاقات التطبيع
كان صبان والنائب الديمقراطي دويتش من بين قلة من الديمقراطيين الذين حضروا حفل التوقيع على اتفاقات أبراهام بين إسرائيل والإمارات والبحرين بحديقة البيت الأبيض في سبتمبر/أيلول الماضي. وحضر صبان الحفلَ بدعوة من الإماراتيين، فمن المعروف أنه مقرب من سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، ويقال إنه ساعده في كتابة مقال الرأي الذي نشره بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في يونيو/حزيران الماضي، وحاجج فيه ضد قرار الضم الإسرائيلي لأراضي الضفة الغربية.
وفي حين أبدى صبان تحمُّسه لهذا الإنجاز الدبلوماسي، في رأيه، وقال إن "أي شخص يهتم بمصالح إسرائيل، يجب أن يبارك هذه الاتفاقات"، فإنه قال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان دوره ضئيلاً أو يكاد يكون معدوماً في تحقيقها.
أشار صبان إلى أن "كل الفضل يعود إلى جاريد كوشنر و[مساعده] آفي بيركوفيتش، اللذين عملا بجد لإتمام هذه الاتفاقات". وقال إن ترامب شارك فقط عندما حان وقت "التقاط الصور السريعة"، وفعل ذلك فقط "ليكسب تأييد القاعدة الإنجيلية. فهي ذات أهمية ضخمة له محلياً".
بخصوص قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس عام 2018، قال صبان: "أزالوا اللافتة الموجودة فوق القنصلية في القدس ووضعوا مكانها لافتة تقول إنها (سفارة). رائع! والجميع سعداء للغاية"، لكنه قال إن هذه الخطوة اتُّخذت وسط اعتقاد بأن دولاً أخرى ستتبع خطى الولايات المتحدة، لكن ذلك لم يحدث قط.
وسأل في تهكم: "حصلنا على غواتيمالا… كيف يساعد ذلك في أمن إسرائيل؟".
الملف الإيراني
وأقرَّ صبان بأنه "أشاد" في البداية بقرار ترامب في مايو/أيار 2018، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، لكنه أشار إلى أن النتيجة التي أسفر عنها ذلك أن "إيران باتت تمتلك الآن كمية أكبر بثلاث مرات من اليورانيوم المخصب، أكثر مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات. وهذا ليس جيداً على الإطلاق".
كما أعرب دويتش عن تفاؤله بأن الإدارة الأمريكية تحت حكم بايدن ستكون أفضل استعداداً للمساعدة في تحويل نطاق الاتفاقات مع البلدين الخليجيين إلى سلام إقليمي أوسع نطاقاً، من شأنه أن يعود بالمكاسب والمزايا على أمن إسرائيل.