وقّعت السلطات البلجيكية غرامةً على والد رئيس وزراء البلاد ألكسندر دي كرو، لعدم اتباعه الإرشادات الخاصة بالحماية من فيروس كورونا المستجد، وذلك خلال طواف فلاندرز لسباق الدراجات الهوائية الذي أقيم يوم الأحد الماضي، 18 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
تجوّل بلا كمامة: صحيفة The Independent البريطانية، ذكرت الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن إنكان هيرمان دي كرو، البالغ من العمر 83 عاماً، هو الشخص الوحيد الذي أُبلغ عنه لمخالفته الاحتياطات الخاصة بفيروس كورونا المستجد خلال السباق.
كانت الكاميرات قد التَقطت دي كرو وهو لا يرتدي قناعاً طبياً، عندما مرَّ راكبو الدراجات بالقرب من منزله في براكيل، شرق الفلاندرز.
دي كرو، وهو سياسي مخضرم شغل عديداً من المناصب الوزارية، قال لصحيفة Het Nieuwsblad البلجيكية: "لقد ارتكبت خطأً، وكان يجب عليَّ ارتداء قناع للوجه"، مضيفاً: "لا يهم ما إذا قد كنت وحدي في المنزل أم لا، يتعين على الجميع على طول مسار جولة السباق بأكملها ارتداء قناع للوجه، كان يجب عليّ إدراك ذلك والامتثال له، وسأسدد الغرامة".
أما عن الغرامة التي فرضتها السلطات نتيجة عدم ارتداء قناع الوجه فتبلغ 250 يورو (نحو 300 دولار أمريكي).
كما قال دي كرو الأب، إنه تلقَّى مكالمةً هاتفية من نجله، رئيس الوزراء، بشأن المخالفة التي ارتكبها بعد أن كان "قد سمع بالأمر بالفعل من شخص ما".
وكان ألكسندر أيضاً في المنزل أثناء السباق، ونشر صورةً له ولأطفاله وهم يشاهدون السباق على شاشة التلفزيون.
إجراءات احترازية: و"طواف فلاندرز" هو سباق دراجات سنوي على الطرق المرصوفة بالحصى، ويُعرف أيضاً باسم "سباق فلاندرز" Flander's Finest. وعادةً ما يقام الطواف خلال فصل الربيع، لكنه تأجل هذا العام بسبب الإغلاق المرتبط بجائحة كورونا.
وكانت السلطات فرضت على المتفرجين على طول طريق السباق ارتداء قناع طبي قبل ساعة من السباق وحتى بعد انتهائه بساعة، بحسب ما أعلنت عنه حاكمة مقاطعة "فلاندرز الشرقية"، كارينا فان كوتر.
كما أشارت فان كوتر إلى أن الفعالية كانت "ناجحة"، على الرغم من الإهمال الوحيد الذي حدث. وأضافت: "لقد تصرّف المتابعون بطريقة مثالية، ما يُثبت أن ركوب الدراجات يمكن أن يكون نشاطاً محارباً لفيروس كورونا، إنها دفعة تشجعنا على المضي قدماً إلى المستقبل".
السلطات البلجيكية كانت قد قررت يوم الإثنين، 19 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إغلاق المقاهي والمطاعم، في إجراء يستمرّ شهراً، وسيؤثر بشكل كبير على هذا القطاع الحيوي، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
عزت الحكومة ذلك إلى الارتفاع الكبير لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، توازياً مع تزايد عدد حالات الشفاء الناجمة عن المرض.
جاء ذلك بينما قال خبراء مركز الأزمة الوطني حول الوباء، إن عدد حالات الإدخال إلى المستشفى "يتضاعف حالياً كل سبعة أيام".
إضافة إلى ذلك، حذَّر خبير الأمراض المعدية والمتحدث باسم مركز الأزمة إيف فان لايتم من أن "الوضع حرج بشكل خاص في والونيا (في الجنوب الناطق بالفرنسية)، إذ منذ السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول، سجلت حالات استشفاء مساوية لما سُجل خلال ذروة الموجة الأولى، ولم يعد منحنى حالات الاستشفاء مستقيماً".
كذلك فإن مؤسسات التعليم العالي قررت الحد من عدد الطلاب المسموح بوجودهم في الجامعات، اعتباراً من الإثنين الماضي، إلى نسبة 20% من قدرتها الاستيعابية القصوى، في وقت تسجل فيه إصابات جديدة بكوفيد 19، خصوصاً لدى أصحاب الفئة العمرية من 20 إلى 29 عاماً.