قالت وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن الشرطة في مدينة تولوز جنوب غربي فرنسا، اعتقلت 3 نساء أثناء بسبب إلصاقهن رسوماً مسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في شوارع المدينة الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول.
يأتي الحادث بعد أيام من حادث مقتل مدرس قام بعرض صور مسيئة للنبي الكريم محمد داخل الفصل، إذ أقدم أحد الشباب من أصول شيشانية بقطع رأس المدرس بالقرب من المؤسسة التي يعمل بها، فيما لجأت السلطات الفرنسية إلى إغلاق مجموعة من المساجد والجمعيات الإسلامية في البلاد.
صور مسيئة للنبي محمد: وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، التي وصفت النساء بأنهن ناشطات نسويات، فقد حملت كل منهن دلواً مليئاً بالغراء وفرشاة ومئات الأوراق التي طبعت عليها تلك الرسوم الكاريكاتيرية، وأخذن يلصقنها في شوارع المدينة بهدف "إغراق مركز مدينة تولوز" بألف رسم كاريكاتيري تأكيداً على "حقهن في التجديف"، حسب تعبيرهن.
سرعان ما استرعت فعلتهن انتباه المارة الذين قام بعضهم باستيقاف النساء والسؤال عن سبب إلصاقهن تلك الرسوم، في حين هاجمهن آخرون، غير أنهن واصلن إلصاق الرسوم بسرعة.
بينما قالت إحدى هؤلاء النساء لوكالة الصحافة الفرنسية، مفضلة عدم نشر اسمها: "علينا أن ننتهي بسرعة لأن ما نقوم به يبقى في النهاية عملاً محفوفاً بالمخاطر، ولسنا هنا لعقد مؤتمر صحفي".
لكن ما هي إلا نصف ساعة من شروعهن في الأمر حتى ألقت الشرطة القبض عليهن، واقتادتهن إلى المخفر بتهمة "تعليق ملصقات بصورة غير قانونية" ولا سيما في مواقع أثرية.
حملة على الجمعيات الإسلامية: إذ قالت مصادر في الشرطة الفرنسية إنها داهمت، الإثنين، جمعيات إسلامية واعتقلت أجانب يشتبه في اعتناقهم معتقدات دينية متطرفة، وذلك بعد ثلاثة أيام من ذبح ناشط إسلامي أحد المعلمين.
وزير الداخلية جيرالد دارمانان قال إن السلطات تجري نحو 80 تحقيقاً في خطاب الكراهية على الإنترنت وإنه يبحث ما إذا كان سيحل نحو 50 جمعية إسلامية. وأضاف الوزير لإذاعة (أوروبا 1): "عمليات الشرطة جارية وسيتبعها المزيد بحق عشرات الأفراد".
بينما قال مصدر في الشرطة، الأحد 18 أكتوبر/تشرين الأول، إن فرنسا تستعد لترحيل 213 أجنبياً كانوا على قائمة المراقبة الحكومية ويشتبه في اعتناقهم معتقدات دينية متطرفة، من بينهم نحو 150 يقضون عقوبات بالسجن. وقال مصدر أمني إن عمليات الترحيل كانت جارية بالفعل قبل هجوم الجمعة.
فيما اعتقلت الشرطة عشرة أشخاص فيما يتصل بالهجوم خلال الساعات الأربع والعشرين التي أعقبت مقتل باتي. وقال ممثلو الادعاء إن من بينهم والد تلميذ في مدرسة باتي وشخصاً آخر تتبعه أجهزة المخابرات قالوا إنه استخدم وسائل التواصل الاجتماعي في حملة ضد المعلم.