قالت شهلا انتصاري وشهلا جهان، وهما مواطنتان إيرانيتان، إنهما غير نادمتين تماماً، عن الحكم عليهما بالسجن 27 شهراً، بسبب توقيعهما على عريضة تطالب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية علي خامنئي، بالتنحي، بتاريخ 9 أغسطس/آب 2019، بعد أن استاجا لاستدعائهما لقضاء العقوبة السجنية.
وفق تقرير لصحيفة Voice of America الأمريكية، السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإنه في مقابلات حصرية أجرتها معهما النسخة الفارسية من شبكة Voice Of America الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول، من داخل إيران، قالت شهلا انتصاري وشهلا جهان بين، إنهما تلقتا مكالمات هاتفية في اليوم السابق، من سجن إيفين بطهران، يبلغهما أنهما يجب أن يكونا في السجن خلال 10 أيام.
"لسنا نادماتٍ": كانت المرأتان ضمن 14 امرأة إيرانية وقَّعن على الخطاب، ولاحقاً اتهمتهن السلطات الإيرانية بالترويج لدعاية مناهضة للحكومة "والحشد والتآمر ضد الأمن القومي".
كتبت الموقِّعات: "ننهض ضد النظام المعادي للمرأة، الذي محا قيمنا الإنسانية، ونطالب بمغادرة الجمهورية الإسلامية تماماً وصياغة دستور جديد لتأسيس دولة يُعترف فيها بكرامة المرأة وهويتها وحقوقها المتساوية في جميع المناحي".
ألقت قوات الأمن الإيرانية القبض على انتصاري وجهان بين، على خلفية خطاب أغسطس/آب 2019، بعد شهر من نشره، قبل أن تطلق سراحهما بكفالة في نوفمبر/تشرين الثاني.
قالت المرأتان في حديثهما مع الشبكة الأمريكية: "لسنا نادماتٍ" على التوقيع على الخطاب، حتى في ظل اقتراب تعرُّضهما للسجن، الذي قد يفاقم حالتهما الصحية الحالية ويعرِّضهما للإصابة بفيروس كورونا. وثَّقت الناشطات الحقوقيات الدوليات عديداً من حالات تفشي فيروس كورونا في أنظمة السجون الإيرانية غير الصحية والمزدحمة للغاية.
وضعية صعبة: تعاني جهان بين، من التهاب المفاصل، وهو مرض انتكاسي يصيب المفاصل ويؤثر على رقبتها وكتفها، في حين تعاني انتصاري مرضاً بالقلب وارتعاشاً في الذراع والساق.
قالت جهان بين، إنها تلقَّت استدعاء ابتدائياً من السجن في مايو/أيار، لكنها طلبت من السلطات تأجيل سجنها؛ كي تتمكن من الخضوع لعملية ضرورية في الظهر وتحظى بوقتٍ للتعافي من أثر العملية.
وقالت إن السلطات منحتها شهرين للتعافي، لكنها لم تكن قادرة على ترتيب إجراء العملية، بسبب الجائحة.
بإمكان الإيرانيين الذين يطعنون على الحكم الابتدائي بالسجن أن يتلقوا إشعارات لمتابعتهم على مدى أسابيع أو أشهر، لكنهم يواجهون خطر التعرض للاعتقال والسجن في أي وقت.
قالت جهان بين، في إشارة إلى الخطاب الذي يطالب خامنئي بالتنحي: "إننا نتمسك بكلماتنا". وأوضحت أنها لا تزال قلقة بشأن المشكلات المتزايدة التي تواجه إيران، في ظل تصدي حكامها الإسلاميين لأسوأ تفشٍّ لفيروس كورونا في الشرق الأوسط، وركود اقتصادي منذ عامين، أثاره تصعيد العقوبات الأمريكية وسوء الإدارة من جانب الحكومة.
"تقدَّمنا بطلب وحسب": قالت جهان بين كذلك، إنها والموقِّعات الأخريات على الخطاب لم يفعلن شيئاً خاطئاً. وأوضحت: "لم نتجمع أو نثر أي حراك عنيف. تقدمنا بطلب وحسب (إلى خامنئي) استناداً إلى حقوقنا الدستورية".
بالحديث بشكل منفصل مع شبكة Voice of America، قالت انتصاري إنه كلما مر مزيد من الوقت على توقيع الخطاب، يترسخ اعتقادها أكثر أنه كان الشيءَ الصحيح.
وأوضحت قائلة: "موقف إيران متزايدُ السوء، الذي يعزى سببه الرئيسي إلى عدم كفاءة حكامها الإسلاميين، يُظهر مدى صوابية بياناتنا. بسبب ضعفهم يريدون سجن أي شخص يسعى وراء الحرية، ويُبدي أبسط انتقاد ضدهم".
كانت الدولة الإيرانية صامتة فيما يتعلق بقضية المرأتين في الأسابيع الأخيرة.
وكان جانب من إلهام كتابة الخطاب الذي وقَّعت عليه انتصاري وجهان بين، يُعزى إلى خطاب مفتوح سابق يعود إلى يونيو/حزيران 2019، ضمَّن فيه 14 معارضاً، أغلبهم من الرجال، طلبات مماثلة لخامنئي بالتنحي وبتغيير الدستور الإسلامي الإيراني.
أُلقي القبض على أغلب الموقعين على الخطاب الأول ووُجهت إليهم تهم متعلقة بالأمن القومي. كان أحد هؤلاء المعتقلين، في أغسطس/آب 2019، عباس وحيديان شهرودي، زوج جهان بين. وقد مُنح إطلاق سراح مؤقت من السجن بمدينة مشهد في يوليو/تموز.