تحقيق يكشف عن أغرب بضاعة تطلبها كوريا الشمالية من السوق السوداء: السائل المنوي للثيران الدنماركية

وجدت بيونغ يانغ طرقاً أكثر براعة للإفلات من شبكة العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على البلاد.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/10/17 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/17 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون - رويترز

بينما يجري تهريب النفط والكونياك والدولار الأمريكي الثمين إلى داخل كوريا الشمالية، ويُهرَّب الفحم والرمال والسلاح منها، وجدت بيونغ يانغ طرقاً أكثر براعة للإفلات من شبكة العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على البلاد، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Times البريطانية، السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

غير أن ضربة سرية عن طريق طاهٍ وتاجر مخدرات سابق من كوبنهاغن كشفت بضاعة أكثر غرابة ضمن قائمة السوق السوداء لبيونغ يانغ: السائل المنوي الممتاز للثيران الدنماركية.

تحسين مخزون الماشية: فيما تبدو محاولة تأمل أن يتحسّن مخزون الماشية في البلاد، طلب دبلوماسيٌّ كوري شمالي بارز في السويد من الجواسيس مساعدته في الحصول على الحيوانات المنوية البقرية، وذلك حسبما قال مادس بروجر، مخرج الفيلم الوثائقي والعقل المدبر لعملية الهواة التجسسية.

قال بروجر: "يريد ري، سكرتير السفارة في ستوكهولم، الجاسوس ليحصل على عينات من السائل المنوي للماشية الدنماركية من سلالات مختلفة، والحاويات الملائمة للنقل، ثم نقلها إلى السفارة في ستوكهولم"، كي يستطيع تولي نقلها إلى بيونغ يانغ.

كما أوضح قائلاً: "كانت مناقشة عبثية، ليست في الفيلم، لأن الناس كانوا سيظنون قطعاً أن ذلك لا بد وأنه خيال".

يباع السائل المنوي العادي للثور الذي يستخدم لتلقيح الأبقار صناعياً بأقل من 20 دولاراً للجرعة الواحدة، غير أن العينات التي يشتد الطلب عليها قد تصل أسعارها إلى 5166 دولاراً.

تحقيق حول "مراوغة العقوبات": تعد هذه التفاصيل واحدة من أغرب النتائج التي توصل إليها تحقيق اخترق على ما يبدو الماكينة الكورية الشمالية التي دأبت على مراوغة العقوبات على مدى 11 عاماً.

في عام 2009، تقرّب أولريك لارسن، وهو طاه سابق، من بروجر، الذي أنهى لتوّه إخراج الفيلم الوثائقي The Red Chapel، الذي يحكي عن كوريا الشمالية. ومن خلال الاعتماد على قراءات بروجر المكثفة لروايات جون لو كاريه وتلقي دروس مكافحة الجاسوسية من عميل سابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية CIA، استهدف الرجلان جمعية الصداقة الكورية (KFA)، وهي وكالة اتصال تابعة لكوريا الشمالية.

بحلول عام 2013، نجح لارسن وجيم لاتراش كفورتروب، عضو في فيلق قتالي أجنبي سابقاً ومهرب كوكايين سابق، في اكتساب الثقة الكافية من الكوريين الشماليين للحصول على دعوة إلى بيونغ يانغ.

مع مرور السنوات، سجل كلاهما مخططات شرسة على نحو متزايد عن طريق كاميراتهم الخفية، بما في ذلك حيازة صواريخ طويلة المدى وعقد لبناء مصنع ميثامفيتامين وتسليح في جزيرة سياحية أوغندية. تضمنت المفاوضات عديداً من الدبلوماسيين الكوريين، وبدا أنهم خضعوا لمعاقبات على مستوى كبير في حكومة كيم.

عند نقطة محددة في الفيلم الوثائقي، قال رئيس جمعية الصداقة الكورية إنه عمل مع "وزارة فوق كل الوزارات"، التي يعتقد بروجر أنها قد تكون إشارة إلى المكتب 39 شديد السرية، وهو "صندوق التمويل غير المشروع" لسلالة كيم.

إدخال السلاح إلى سوريا: في منعطف آخر، تلقى الجواسيس طلباً من تاجر سلاح كوري شمالي، يدعى داني، حول ما إذا كانوا يستطيعون إدخال الأسلحة إلى سوريا. قال بروجر: "كان لدينا اجتماع في كمبوديا عام 2019، حيث يقول داني إنه منذ سقوط تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ونهاية الحرب الأهلية، لم يعد لديهم زبائن بصورة جوهرية، لذا يكون لديك انطباع بأن زبونهم الوحيد في هذه المرحلة قد يكون الدولة السورية".

يستعد الدنماركيون لتسليم المعلومات الاستخباراتية التي لديهم إلى لجنة تابعة للأمم المتحدة تراقب العقوبات ضد كوريا الشمالية. وتعهد وزير الخارجية الدنماركي ونظيره السويدي برفع النتائج التي توصلوا إليها إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. 

بينما كسرت كوريا الشمالية صمتها يوم الخميس، 15 أكتوبر/تشرين الأول، حول الفيلم الوثائقي، الذي أنكرت ما ورد به ووصفته بأنه "ملفق من بدايته إلى نهايته". وطالبت سفارتها في السويد الحكومة الدنماركية بمحاسبة لارسن.

تحميل المزيد