تعرضت علامة المجوهرات الهندية Tanishq لهجوم عنيف على الإنترنت؛ لنشرها إعلاناً يصور زواج هندوسية بمسلم، إذ صوَّر هذا الإعلان التجاري عائلة مسلمة تحتفل بحمل زوجة ابنها الهندوسية، لكن الشركة اضطرت إلى سحب الإعلان، وفق ما أعلنه متحدث باسم الشركة لصحيفة The Independent البريطانية.
حسب تقرير للصحيفة، الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإن هذا الإعلان، الذي تم نشره على موقع يوتيوب، تضمَّن عبارة: "هي متزوجة في أسرة تُعاملها مثل ابنتهم. ومن أجلها فقط، يحتفلون بمناسبة لا يحتفلون بها عادة. يا له من تلاقٍ جميل بين ديانتين وتقليدين وثقافتين مختلفتين!".
"جهاد الحب": غير أن منتقدين اتهموا الشركة بالترويج لما يسمونه "جهاد الحب"، وهو نظرية مؤامرة تروج لها جماعات يمينية هندوسية، مفادها أن الرجال المسلمين يحاولون استمالة النساء الهندوسيات والزواج بهن؛ لدفعهن إلى اعتناق الإسلام.
قوبل الإعلان بهجوم عنيف من أشخاص اتهموه بمعاداة الهندوس، ودفع التصيدُ الهائل الذي تعرضت له الشركة هاشتاغ #BoycottTanishq "قاطعوا تانيشك" لتصدُّر قائمة التداول الهندية على تويتر طوال يوم الإثنين. وكان من بين المستهدفين موظفو ومديرو الشركة.
في حديثه إلى صحيفة The Independent، قال الناشط ساكت جوخال إن فكرة "جهاد الحب" امتداد لتنامي ظاهرة كراهية الإسلام في المجتمع الهندي.
إذ صرح قائلاً: "إذا ألقيت نظرة على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لأولئك الغاضبين على تانيشك، فستجد أنهم مرتبطون بحزب بهاراتيا جاناتا (الحزب الحاكم في الهند) بطريقة أو بأخرى".
كما أضاف: "يواصلون الترويج لأجندة كراهية الإسلام في كل حملة مقاطعة. وبدأوا بالدعوة لمقاطعة العلامات التجارية التي يؤيدها ممثل (بوليوود) عامر خان، بعد تصريح زوجته عن شعورها بعدم الأمان في الهند، وتبعوها بحملات على أي مطعم يقدم الطعام الحلال، وعلى أي ذكر للوحدة بين الهندوس والمسلمين".
"محبط ومؤسف": هما العبارتان اللتان اختارهما جوخال للتعبير عن إحساسه بعد سحب هذا الإعلان.
كما قال بهذا الخصوص: "الإعلان لم يشر إلى أي موقف سياسي. لا بد أن يوجد سبب لسحب أي شيء، لا يمكن أن يكون السبب هو التصيد فحسب".
في السياق نفسه، صرح متحدث باسم Tanishq بأن "الفكرة من حملة Ekatvam هي الاحتفاء بتلاقي أشخاص من مختلف مناحي الحياة والفئات المحلية والعائلات خلال هذه الأوقات العصيبة، والاحتفاء بجمال الوحدة. لكن هذا المقطع الإعلاني أثار اختلافات وردود فعل حادة للغاية، عكس هدفه الأساسي بالكامل".
كما قال: "نأسف كثيراً لإثارة المشاعر دون قصد، ونسحب هذا الإعلان، آخذين في الاعتبار تأذِّي المشاعر وراحة موظفينا وشركائنا والعاملين في متاجرنا".