في ثاني انتصار له خلال أشهر، كسب رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي القضية التي رفعها ضد صحيفة "العرب اللندنية"، بعد نشرها ادعاءات كاذبة بحقه، وذلك بعد أن ربح قبل 4 أشهر القضية ذاتها ضد "ضد موقع الشرق الأوسط أونلاين Middle East Online"، الذي نشر الادعاءات نفسها.
صحيفة "العرب اللندنية" أصدرت بياناً لها على موقعها الرسمي، تعهد فيه بعدم تكرار الادعاءات المتعلقة بالغنوشي، والتي نشرت في مقال بعنوان "النهضة في بلاد العنب والزيتون" في الخامس من يوليو/تموز 2019.
كما تعهدت الصحيفة بدفع التعويضات والمصاريف للغنوشي، وهو ما أكده الغنوشي على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك.
يذكر أن هذه الادعاءات هي نفسها قامت صحيفة Middle East Online بنشرها في اليوم ذاته.
تفاصيل القضية: وزعم المقال الذي نشرته الصحيفتان أن "الغنوشي يدّعي إيمانه بالديمقراطية، في حين أنه يقود حزباً يمثل واجهة لمنظمة إرهابية، ويتسامح مع الإرهاب، ويشجعه ويدعمه بنشاط في تونس وفي الخارج، وأنه سمح لحزبه بتسلم أموال من دولة قطر، مما سهل لقطر ممارسة تأثير سلبي على السياسة التونسية".
من جانبها، أكدت المحكمة العليا في العاصمة البريطانية لندن في قرارها أن هذه المزاعم ليست سوى أكاذيب، بعد فشل موقعي صحيفة العرب اللندنية وميدل إيست آي في إثبات صحة هذه الادعاءات.
وكان مكتب رئيس حزب حركة النهضة ومجلس الشعب التونسي، راشد الغنوشي، قد أوضحا أن القضية التي حُكم فيها لصالح المسؤول التونسي، رُفعت ضد محرر الموقع، المحسوب على الإمارات، هيثم الزبيدي، والذي يتخذ أيضاً من العاصمة البريطانية لندن مقراً لموقعه، بخصوص مقال نُشر في 5 يوليو/تموز 2019.
كما أشار مكتب رئيس مجلس النواب التونسي إلى أن راشد الغنوشي ينكر بشدةٍ هذه الادعاءات، الكاذبة تماماً والتي تشوه السمعة بشكل خطير، مع العلم أنه لم يُطلب منه حتى التعليق عليها قبل النشر.
أضاف أيضاً أن الغنوشي وحزبه ملتزمان بشدة بالعملية الديمقراطية، وقد كانا في مقدمة من أدى دوراً رئيسياً في إنشاء نظام ديمقراطي بتونس، وضمن ذلك التعددية والمشاركة في السلطة والتداول عليها.
يتجلى ذلك، حسب البيان، في عديد من كتابات السيد الغنوشي المنشورة ومحاضراته العامة منذ الثمانينيات، والتي تركزت على تعزيز نظام سياسي قائم على السيادة الشعبية ويحمي الحقوق والحريات المدنية والسياسية. كما ينفي الغنوشي تلقيه أي دعم مالي، سواء شخصياً أو لحزبه، من دولة قطر.
حملة تستهدف الغنوشي وتونس: يذكر أن حملة كبيرة وغير مسبوقة قامت بها كل من مصر والإمارات والسعودية بشنها ضد حركة النهضة التونسية ورئيسها راشد الغنوشي خلال الفترة الماضية، وهو ما أثار تساؤلات حول أهداف هذا الهجوم المنظم في هذا التوقيت بالتحديد.
من جانبها، استنكرت حركة النهضة حملة التشويه والتحريض الممنهجة التي يتعرض لها عدد من قياداتها، وعلى رأسهم الغنوشي، وهو ما استدعى إصدار الحركة بياناً شديد اللهجة مساء الثلاثاء 19 مايو/أيار، أكدت فيه أنها ستتابع قضائياً كل الأطراف المتورطة في هذه الحملة التي وصفتها بالدنيئة والمغرضة.
البيان وإن لم يشر إلى هذه الأطراف، فقد أوضح أن هذه الحملة غير مسبوقة ومؤشر جديٌّ على انزعاج هذه الأطراف من نجاح تونس في الحفاظ على استقرارها.
وأكد عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، محمد خليل برعومي، لـ"عربي بوست"، أن الحركة لاحظت خلال الفترة الماضية حملات منظَّمة ومموَّلة على شبكات التواصل الاجتماعي، تستهدف قيادات النهضة ورئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي.
كما أشار إلى أن ما يثير الريبة هو أن هذه الحملات لم تكتفِ بنشر أخبار زائفة وإطلاق دعوات تحريضية على هذه المنصات الافتراضية، بل تجاوزتها إلى وسائل إعلام وقنوات مصرية وسعودية (قناة العربية) وإماراتية (قناة سكاي نيوز عربية).
وأوضح برعومي أن هذه القنوات تعمدت استضافة "محرِّضين على العنف، أطلقت عليهم صفة نشطاء في المجتمع المدني، أو مسؤولين في جبهة إنقاذ لا وجود لها على أرض الواقع"، على حد تعبيره.