تجاهل آلاف السنغاليين انتشار فيروس كورونا والإجراءات الوقائية من أجل تجنبه، وأصروا على التوجه إلى مدينة توبا، التي تبعد أكثر من 190 كلم عن العاصمة السنغالية داكار، من أجل حضور أكبر تجمُّع ديني في غرب إفريقيا، وهو تجمُّع ماغال، الذي يحيي ذكرى زعيمٍ روحي مسلم، فيما لم تستطع السلطات السنغالية منعهم عن ذلك.
وفق تقرير لصحيفة New York Times الأمريكية، الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإنه من المُتوقَّع أن يكون هذا الاحتفال أحد أكبر الأحداث التي تُقام في أيِّ مكانٍ في العالم منذ اندلاع جائحة فيروس كورونا المُستجَد.
يوم غير عادي: في عامٍ عادي غير العام الجاري، يحضر ماغال ما يصل إلى 4 أو 5 ملايين شخص، رغم عدم توافر تقديراتٍ للعدد هذا العام حتى الآن.
كانت جميع الطرق المؤدية لمدينة توبا، التي تتمتَّع بقداسةٍ خاصة لدى السنغاليين، متداخلة.
قطعت حافلاتٌ مُكتظَّة بالحجَّاج مسافاتٍ طويلة وسقوفها مُكدَّسة بمراتب إسفنجية، كان العاملون في مبنى رسوم الطرق يبتسمون تحيةً للمسافرين طوال اليوم ويلوِّحون لهم بأيديهم المكشوفة دون قفازات واقية.
وكان الكثير من الناس يرتدون أقنعةً واقية، لكن كثيرين أيضاً لم يرتدوها.
طقوس خاصة: أطلق شيخ الطريقة المريدية، الطائفة الإسلامية التي تنظم الحدث، الدعوة السنوية للحجاج رغم تفشي الجائحة.
فيما لم تحاول حكومة السنغال، التي نالت الثناء على تعاملها مع تفشي الجائحة، حظر الاحتفال.
وتشير مستويات حركة المرور إلى أن معظم الناس يمضون قُدُماً في طريقهم على الرغم من المخاطر.
وتتمثَّل إحدى السمات الجميلة في احتفال ماغال في السنوات العادية في تركيز الاحتفال على المجتمع والضيافة. لا يحجز الحجَّاج غرف الفنادق، بل يفتح سكَّان بوتا منازلهم للمسافرين، ويبيت العديد منهم في الغرفة نفسها، وغالباً ما يتناولون الغداء والعشاء، وفقاً للتقاليد السنغالية، من طبقٍ مشترك.
مسؤولون كبار انضموا للحفل: قال سيرين ديوب، ويعمل ميكانيكياً، ويبلغ من العمر 31 عاماً وقد تحدَّث عبر الهاتف من توبا، إن عائلته تعيش في المدينة، ويستضيف الكثير من الناس في المنزل.
وأضاف: "هذا هو السبب أنني لم أستطع البقاء في داكار". وقال إنه كان محاطاً بأشخاصٍ لا يرتدون أقنعةً واقية، واستقلَّ حافلةً مُكتظَّة من العاصمة وصولاً إلى هناك.
انضمَّ العديد من الوزراء وكبار الشخصيات في الحكومة إلى الحجِّ أيضاً، ويُقام الحدث رسمياً يوم الثلاثاء، لكنه يستمر حوالي أسبوع.
تحذيرات من كورونا: وُثِّقَ بالفعل أن حجَّاج ماغال مُعرَّضون بشكلٍ خاص للإصابة بالفيروسات، بسبب استحالة التباعد الاجتماعي في الاحتفال. وأظهرت دراسةٌ صدرت العام الماضي أن انتشار أعراض عدوى الجهاز التنفُّسي زاد 5 مرات بعد أداء هذا الحج.
هذا العام، أصدر مؤلِّفو الدراسة رسالةً تحذِّر كبار السن وذوي الحالات الطبية المُزمِنة بالابتعاد عن احتفال ماغال، وحثوا أولئك الذين سيحضرون على ارتداء الأقنعة وغسل الأيدي.
جاء في رسالة التحذير: "خلال الاحتفال تشهد الشوارع المحيطة بالمسجد والسوق العامة كثافةً سكَّانيةً عالية للغاية". وأضافت: "كلُّ هذه الظروف من المُرجَّح للغاية أن تساعد في انتقال مُسبِّبات الأمراض التنفُّسية بين الحجَّاج".
قد يكون غسل الأيدي صعباً، ويتضاعف عدد الأشخاص الذين يستخدمون مياه توبا خلال احتفال ماغال، وفي معظم السنوات يحدث نقصٌ في المياه، وأفادت صحفٌ محلية أن الصنابير بدأت في الجفاف هذا العام أيضاً، باستثناء بضع قطرات في وقتٍ متأخِّرٍ من الليل.