عتاب لماكرون وتأكيد على التواصل .. لقاء غير معلن بين السفير الفرنسي في لبنان ومسؤول كبير بحزب الله

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/06 الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/06 الساعة 07:48 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون/رويترز

قالت مصادر دبلوماسية خاصة لـ"عربي بوست" إن لقاء جرى بعيداً عن الإعلام بين السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشييه وبين مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله الحاج عمار الموسوي في مقر حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، تخللته مأدبة غداء أقامها الموسوي على شرف ضيفه الفرنسي.

وشدد المصدر على أن اللقاء بين فوشييه والموسوي كان لقاء وداعياً بسبب انتهاء أعمال السفير الفرنسي الدبلوماسية في بيروت، خصوصاً أن العلاقة بين الموسوي وفوشييه هي علاقة قديمة وأن الطرفين كانا يتواصلان برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ومستشاره الوزير علي حسن خليل.

عتاب من حزب الله

وبحسب المصدر فإن الموسوي أسمع ضيفه الفرنسي عتاباً على كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتحميله حزب الله وحركة أمل مسؤولية تعثر المبادرة الفرنسية، وما تبعها من اعتذار السفير مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة اللبنانية.

وقال الموسوي "لماذا وجهتم إلينا التهمة بشكل ينافي الحقيقة، وأنتم تدركون أن من عرقل ولادة الحكومة هم حلفاؤكم وعلى رأسهم رؤساء الحكومات السابقون؟".

أسباب غضب ماكرون.. ابحثوا عن واشنطن والرياض

هنا شرح فوشييه بالتفصيل الأسباب الحقيقية خلف موقف الرئيس الفرنسي.

إذ إن ماكرون ينظر إلى مبادرته على أنها قضية حياة أو موت في ظل التحديات التي تعيشها الإدارة الفرنسية في ليبيا والبحر المتوسط، وبالتالي فإنّ نجاحها أو فشلها يعنيه كثيراً على المستوى الشخصي، ولذا شعر بالغضب والإحباط عقب عرقلة مبادرته، الأمر الذي انعكس على نبرة مؤتمره الصحافي.

وأوضح المصدر أن فوشييه شرح للموسوي الشعور الفرنسي بمحاولة أطراف دولية وعربية عرقلة المبادرة الفرنسية على رأسها الولايات المتحدة والسعودية، والتي لم تبدِ رغبتها في دعم الخارطة التي أعدتها المؤسسات الفرنسية.

وذكر أن مواقف التشدد التي برزت من قبل بعض الأطراف أتت عقب الخطاب الذي ألقاه العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز حول رفضه لمشاركة حزب الله في أي حكومة لبنانية والموقف السعودي من الثنائي الشيعي ودورهما في السياسة اللبنانية. كما أن العقوبات الأمريكية كانت بمثابة رسالة مبطنة لإفشال المبادرة الفرنسية.

ويؤكد المصدر أن الدبلوماسي الفرنسي أكد للموسوي ضرورة الاستفادة من فرصة ثغرة ترسيم الحدود مع إسرائيل برعاية أمريكية لضرورة المضي في تشكيل حكومة جديدة تقوم بدورها في إجراء إصلاحات في قطاعات الدولة المهترئة.

حقيقة الدور التركي.. ونفضل الحريري

ويؤكد المصدر أن الطرفين ناقشا ملفات مرتبطة بتخوف فرنسي من حضور تركي في الشمال اللبناني، لكن الموسوي قال لفوشييه إن الحديث عن حضور تركي هو مبالغ فيه وإن تركيا حاضرة فقط عبر سفارتها ومؤسسات المجتمع الأهلي وإن حزب الله يتابع الملف بشكل مكثف وحريص على عدم حصول خروقات في الساحة اللبنانية بالشراكة مع القوى السياسية.

رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري – رويترز

وحول تصورات حزب الله للملف الحكومي، أكد الموسوي لفوشييه أن حزب الله حريص على إجراء استشارات لكنها مرتبطة بتعاون الفرقاء السياسيين في إنضاج تشكيلة تراعي الصيغة اللبنانية ولا تعيد نفس الأخطاء المرتبطة لمحاولة إقصاء الثنائي وغيره من الحكومة.

وأكد الموسوي أن حزب الله لا يمانع عودة الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة وأنه يفضل ذلك من بوابة "القوي في طائفته".

التعاون في المستقبل

ويكشف المطلعون على حصيلة لقاء الموسوي والسفير الفرنسي، أن الرجلين أكّدا النيّة المشتركة في استمرار التعاون خلال المرحلة المقبلة لاستكمال ما بدأته المبادرة الفرنسية، وأن فوشييه أكد للموسوي أنّ باريس ستأخذ بعض الوقت لمراجعة ما حصل في المرحلة السابقة.

ويلفت المطلعون على اللقاء، إلى أن المبادرة الفرنسية مستمرة من حيث المبدأ ولو أن زخمها تراجع، مشدّدين على أن تأليف الحكومة في حدّ ذاته ليس جوهر المبادرة وإنما هو يشكّل وسيلة لتطبيق هذا الجوهر الذي يرتكز بالدرجة الأولى على رزمة من الإصلاحات الضرورية.

ويوضح المطلعون أن حزب الله باقٍ على موقفه الإيجابي من المبادرة الفرنسية على الرغم من موقفي ماكرون ونصرالله العالي السقف، وأن حزب الله أبلغ فوشييه أنه ينتظر وصول السفيرة الفرنسية الجديدة ليبدأ معها من حيث توقف سلفها متابعة حصيلة ما قد يحدث.

فيما تؤكد المصادر أن حزب الله ينتظر زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمناقشة الرؤية الروسية المنسقة مع باريس في الملف الحكومي.

وأوضح المصدر أن ما يمكن استنتاجه من هذا اللقاء، أن الإدارة الفرنسية وحزب الله يجدان ضرورة ومصلحة في إبقاء اللقاءات مستمرة بينهما كون الطرفين يحتاجان لبعضهما في الساحة اللبنانية في ظل تقاطعات مصالحهما المستمرة.

تحميل المزيد