قررت السلطات في سنغافورة منح إغراءات جديدة لمواطنيها من أجل تحفيزهم على إنجاب الأطفال أثناء جائحة فيروس كورونا، وذلك بعد أن قرر غالبيتهم تأجيل الإنجاب بسبب الصعوبات المالية التي يواجهونها وتسريحهم من الوظائف، ويأتي هذا في وقت يسجل فيه البلد واحداً من أدنى معدلات المواليد في العالم رغم الجهود المبذولة من أجل رفعها منذ عقود.
وفق تقرير لشبكة BBC البريطانية، الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإنه لم يُكشف بعد عن القيمة المحتملة لهذا التحفيز المالي الجديد، لكنها إضافة جديدة للعديد من العلاوات الضخمة التي تقدمها الحكومة للإنجاب.
إغراءات مهمة: سنغافورة، تعيش في تناقض صارخ مع بعض جيرانها مثل إندونيسيا والفلبين، اللتين ترتفع بهما احتمالية زيادة حالات الحمل بسبب إغلاق فيروس كورونا.
في هذا السياق، قال نائب رئيس الوزراء السنغافوري هنغ سوي كيت أمس الإثنين 5 أكتوبر/تشرين الثاني: "تلقينا تعليقات تفيد بأن كوفيد-19 تسبب في تأجيل بعض الآباء لخطط الإنجاب".
كما أضاف هنغ أنهم سيكشفون عن المزيد من التفاصيل حول المبالغ وطريقة دفعها في وقت لاحق.
ويُشار إلى أن نظام مكافآت الأطفال الحالي في سنغافورة يقدم مكافآت للآباء المؤهلين تصل إلى 10 آلاف دولار سنغافوري (7330 دولاراً).
ومن المعروف أن معدل الخصوبة في سنغافورة لامس أدنى مستوى له منذ ثماني سنوات عام 2018، وفقاً لبيانات حكومية، بمعدل 1.14 ولادة لكل سيدة.
معضلة آسيوية: هذا وتواجه العديد من البلدان الآسيوية مشكلة مماثلة في انخفاض معدلات الخصوبة التي قد تزداد سوءاً مع تراجع الجائحة.
ففي وقت سابق من هذا العام، انخفض معدل المواليد في الصين إلى أدنى مستوياته منذ تشكيل جمهورية الصين الشعبية قبل 70 عاماً رغم تخفيف سياسة الطفل الواحد التي تعرضت لانتقادات حادة.
طفرة المواليد: غير أن بعض البلدان المجاورة لسنغافورة تواجه مشكلة معاكسة.
ففي الفلبين، من المتوقع أن ترتفع حالات الحمل غير المرغوب فيه بمقدار النصف تقريباً لتصل إلى 2.6 مليون حالة إذا ظلت القيود الناجمة عن فيروس كوفيد-19 مفروضة حتى نهاية العام، وفقاً لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
إذ قالت إيمي سانتوس، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة في الفلبين، الشهر الماضي: "هذه الأرقام وبائية بحد ذاتها".
تملك الفلبين ثاني أكبر عدد من السكان في جنوب شرق آسيا يصل إلى 108.4 مليون نسمة، وتعاني من واحدة من أسوأ حالات تفشي الفيروس في المنطقة بأكثر من 307 آلاف إصابة.
من جهته، قالت السناتورة ريسا هونتيفيروس، رئيسة لجنة المرأة بمجلس الشيوخ الفلبيني، الشهر الماضي: "ظلت هذه المشكلات المتعلقة بالنساء والأطفال محجوبة عن الأنظار إلى حد كبير خلال الجائحة. وحان الوقت لوضعها في المقدمة والمركز".
كما ساندت دعوات لزيادة النساء في فرقة العمل المعنية بمكافحة تفشي فيروس كورونا.