قال تقرير نشرته صحيفة The Guardian إن مهندس برمجيات يُدعى أشوك تشاندوين قدم استقالته من شركة فيسبوك ونَشَر رسالة علنية قوية تنتقد الشركة لفشلها في التعامل مع الكراهية.
الاستقالة تعتبر أحدث تمرد داخل شركة اشتهرت بأنها واحدة من أكثر أماكن العمل المرغوبة في وادي السيليكون، لكنها أصبحت تواجه معارضة داخلية متزايدة من نخبة موظفيها.
المستقيل تشاندويني قال في الرسالة التي كانت صحيفة The Washington Post أول من أفادت بها إن "فيسبوك تختار أن تكون في الجانب الخطأ من التاريخ. لم يعد بإمكاني تحمل العمل في شركة تربح من الكراهية في الولايات المتحدة وعلى مستوى العالم".
الرسالة أتت في وقت يحشد فيه منتقدون من خارج الشركة أيضاً مواردهم في هيئة أكثر تنظيماً لانتقاد فيسبوك ومطالبتها بالتغيير، حيث شهد الأسبوع الماضي إطلاق مجلس الرقابة الحقيقي على فيسبوك Real Facebook Oversight Board الذي يعرف اختصاراً بـ RFOB، وهو هيئة مستقلة تضم خبراء وبعضاً من أبرز نشطاء الحقوق المدنية والأكاديميين والمحامين.
هذا وتجاهلت الشركة هذا المجلس واصفةً إياه بأنه "منتقدين معروفين ينشئون قناة جديدة لانتقادات جديدة".
المجالس الرقابية: قبل إطلاق مجلس RFOB مباشرة، أعلنت شركة التواصل الاجتماعي الشهيرة أخيراً أن مجلس رقابتها الداخلي سيبدأ العمل في أكتوبر/تشرين الأول، رغم أنه لن يتعامل على الأرجح مع القضايا المتعلقة بالانتخابات، رغم المخاوف إزاء التقلبات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
الشركة كانت قد أعلنت نيتها إنشاء هذا المجلس لأول مرة أواخر عام 2018 في تقدم بطيء للغاية لشركة تفتخر بأنها "تتقدم بسرعة".
وقد وافق تشاندويني على إجراء المقابلة الثانية حول استقالته من فيسبوك لتسليط الضوء على التأثير الذي يعتقد أن مجلس RFOB قد أحدثه بالفعل.
تشاندويني يرى أن المعارضة الداخلية والضغط الخارجي ضروريان لإحداث تغيير داخل شركة "لا تبالي"، في رأيه الشخصي، بالقضاء على الكراهية والتحريض على العنف على منصاتها.
كما أضاف تشاندويني أنه بعد تشكيل مجلس الرقابة الحقيقي، يصبح مجلس الرقابة داخل فيسبوك جاهزاً أيضاً؟ أشك كثيراً في أن يكون ذلك مجرد مصادفة، أعتقد أن هذا يظهر قوة مجلس الرقابة الحقيقي على فيسبوك، دون أن تكون لهم سلطة على فيسبوك. وأنا متحمس لمعرفة ما الذي سيتمكنون من دفع الشركة إليه.
تعد استقالة تشاندويني البارزة أحدث هجوم داخلي تعرضت له قيم فيسبوك وطريقة ممارسة عملها في عام من المواجهات المؤلمة بين الموظفين والإدارة.
إذ شهدت الشركة احتجاجات وتسريبات بين الحين والآخر لوثائق داخلية حساسة ومواجهات مؤلمة في اجتماعات الموظفين مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ الذي كان آخرها أشوك تشاندويني.
لا أريد العمل هنا: تشاندويني قال إنه كان ينظر إلى الوضع ويقول لنفسه: "إني لا أريد العمل هنا بعد الآن. وأعتقد أنه يوجد الكثير من أصحاب الضمائر الحية ممن يعملون في فيسبوك ويحاولون تحسين وضع الشركة. نرى هذا في جميع الأشخاص الذين يشاركون في الاجتماعات الداخلية وفي جلسات الأسئلة والأجوبة مع مارك زوكربيرغ بأسئلة قاطعة حول نزاهة الانتخابات والحقوق المدنية والمعاملة السيئة لبعض العاملين في فيسبوك، ونرى ذلك في ارتفاع أعداد الموظفين الذين يتحدثون مع الصحفيين دون تحديد هويتهم عن بعض الأشياء المثيرة للقلق داخل شركة فيسبوك".
غير أن متحدثة باسم شركة فيسبوك قالت لصحيفة The Washington Post بعد استقالة تشاندويني: "نحن لا نربح من الكراهية. بل نستثمر مليارات الدولارات كل عام للحفاظ على أمان مجتمعنا، كما تجمعنا شراكة قوية مع خبراء خارجيين لمراجعة سياساتنا وتحديثها".