اعتبر رئيس النظام في سوريا، بشار الأسد، أن استمرار وجود القواعد العسكرية الروسية في الأراضي السورية يساعد في مواجهة نفوذ القوى الغربية بالمنطقة، مشيراً إلى أن قواته كانت في خطر قبل أن تبدأ موسكو تدخلها عام 2015.
تمسك بالدعم الروسي: الأسد، وفي مقابلة مع قناة "زفيزدا" التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية، قال في الذكرى السنوية الخامسة للتدخل الروسي في سوريا، إن القاعدتين الروسيتين الرئيسيتين لهما أهمية في مواجهة الوجود العسكري الغربي في المنطقة، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز، الإثنين 5 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
رأى الأسد أن هذا التوازن الدولي بحاجة لدور روسيا، وقال إنه "من الناحية العسكرية لابد من وجود قواعد (عسكرية)"، مشيراً إلى "أن سوريا تستفيد من هذا التوازن، وأنها بحاجة لمثل هذا الوجود الذي يصفه قادة الجيش السوري بأنه واجه الهيمنة الأمريكية في المنطقة".
في سياق متصل، أقر الأسد بأن جيشه كان يواجه "موقفاً خطيراً" قبل التدخل العسكري الروسي، في ظل حصول المعارضة المسلحة على تمويل وعتاد مباشر من واشنطن وقوى غربية أخرى، وسيطرة فصائل من المعارضة على مدن وبلدات رئيسية.
لكن الأسد تمكن فيما بعد بمساعدة القوة الجوية الروسية الضخمة وفصائل مدعومة من إيران، من استرداد معظم الأراضي التي خسرها في المواجهات التي اشتعلت بعد الاحتجاجات منذ نحو عشرة أعوام.
وتواجه روسيا ونظام الأسد اتهامات من أمريكا ومؤيدي المعارضة السورية الذين يقولون إن "القصف الروسي والسوري لمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة يرقى إلى حد جرائم الحرب، وإن البلدين يتحملان مسؤولية نزوح الملايين ووفاة آلاف المدنيين".
ترسيخ الوجود العسكري: وكانت كفة الحرب قد مالت لصالح الأسد منذ أن بدأت روسيا بتدخلها العسكري المباشر في سبتمبر/أيلول 2015، وبدأت في تعزيز وجودها العسكري الدائم في عام 2017 عقب اتفاق مع نظام الأسد.
وبجانب قاعدة حميميم التي تطلق منها روسيا ضربات جوية لدعم الأسد، تسيطر موسكو أيضاً على منشأة طرطوس البحرية في سوريا، وهي قاعدتها البحرية الوحيدة على البحر المتوسط المستخدمة منذ عهد الاتحاد السوفييتي.
كذلك كانت وثيقة حكومية روسية نُشرت في أواخر أغسطس/آب 2020، قد أظهرت أن نظام الأسد وافق على منح روسيا مساحة إضافية من الأرض ومنطقة بحرية لتوسيع قاعدتها الجوية العسكرية في حميميم.
الوثيقة قالت أيضاً إن الأراضي ستُستخدم في إقامة "مركز علاج طبي وإعادة تأهيل" لقوات روسية، مضيفة أن الأراضي، التي تبلغ مساحتها 8 هكتارات في البر ومثلها في المياه الإقليمية، ستُمنح لروسيا بصفة مؤقتة وبدون تكلفة.
يُشار إلى أن روسيا وقعت اتفاقاً مع نظام الأسد في أغسطس/آب 2015 يمنح للقوات العسكرية الروسية الحق في استخدام قاعدة حميميم في كل وقت من دون مقابل ولأجل غير مسمى، واستخدمت روسيا القاعدة لتنفيذ مهام قتالية ضد فصائل المعارضة السورية، مركّزة على استخدام سلاح الجو لتغيير المعادلة على الأرض.