قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن قوات بلاده تحقق مكاسب على الأرض في قتالها للسيطرة على جيب ناجورنو قرة باغ الجبلي، موضحاً أن الجيش حرر 7 قرى أخرى من قبضة ما سماه بـ"الاحتلال الأرميني".
علييف أضاف في تغريدة له بحسابه على "تويتر"، أن جيش أذربيجان حرر قرية طالش في محافظة ترتر، وقرى مهديلي، وتشاكرلي، وأشاغي ماراليان، وشاي بيك، وكويجاك في محافظة جبرائيل، وقرية أشاغي عبدالرحمانلي في محافظة فضولي، وقرية "مداغيز" التابعة لمحافظة "أغدارا".
الجيش الأذربيجاني أيضاً قال إنه سيطر على معاقل للجيش الأرميني وإلحاق به خسائر كبيرة شملت 300 دبابة وعربة عسكرية، و250 مدفعاً ونظاماً صاروخياً، و38 نظام دفاع جوي، بينها نظام "إس-300" (S-300)، إضافة إلى معدات أخرى، وقال إن "المعارك الشرسة مستمرة على طول الجبهة".
أرمينا تتعهد بالدفاع: بدورها أعلنت أرمينيا السبت، أنها ستستخدم "جميع الوسائل اللازمة" لحماية المنحدرين من أصل أرميني من هجوم أذربيجان.
وفي تجاهل لمحاولة فرنسية للوساطة، تبادل الطرفان المتصارعان القصف بالصواريخ لليوم السابع، في أحدث تجدد للصراع المستمر منذ عقود والذي قد يؤدي إلى استقطاب روسيا وتركيا.
عدد القتلى ارتفع إلى 230 على الأقل في القتال الدائر حول ناجورنو قرة باغ، وهي جيب يقطنه منحدرون من أصل أرميني داخل دولة أذربيجان، لكن لم تعد تحت سيطرتها منذ التسعينيات.
كل من الجانبين أعلن تدمير مئات الدبابات للآخر. وأعلنت أذربيجان تحقيق انتصارات، وهنأ الرئيس إلهام علييف أحد قادة بلاده العسكريين على السيطرة على إحدى القرى في قرة باغ.
الجانب الأرميني يقر بالخسائر: آرتسرون هوفهانيسيان، المسؤول بوزارة الدفاع الأرمينية، قال إن الوضع يتغير بشكل متكرر. وقال للصحفيين: "في مثل هذه الحرب الكبيرة تكون مثل هذه التغييرات طبيعية. يمكننا اتخاذ موقف ثم التخلي عنه في غضون ساعة".
كما أبلغ رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، مواطنيه في كلمة بثها التلفزيون، أن القتال على طول الجبهة كان شديداً. وأضاف: "حتى الآن لدينا بالفعل خسائر بشرية كبيرة، عسكرية ومدنية على حد سواء، وكميات كبيرة من المعدات العسكرية لم تعد صالحة للاستعمال، لكن العدو ما زال غير قادر على حل أي من قضاياه الاستراتيجية".
العنف اندلع للمرة الأولى، بسبب إقليم ناجورنو قرة باغ في 1988، عندما كانت أرمينيا وأذربيجان ضمن الاتحاد السوفييتي السابق، وقُتل في الصراع نحو 30 ألفاً قبل وقف لإطلاق النار في 1994.
تقول أذربيجان إن أرمينيا تحتل منذ عام 1992، نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".
وبينما دعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى إنهاء العمليات القتالية، أيدت تركيا بشدةٍ أذربيجان وكررت أن من تسميهم "المحتلين" الأرمن يجب أن ينسحبوا من الأراضي الأذربيجانية، رافضةً المطالب "السطحية" بوقف إطلاق النار.
ولم تظهر أي مؤشرات على الاستجابة لمحاولة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دفع الجانبين إلى الدخول في محادثات سلام. وكان ماكرون تحدث الجمعة، مع رئيس أذربيجان إلهام علييف ومع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، وقال في بيان، إنه اقترح سبيلاً جديداً للعودة إلى المحادثات.
الجانبان واصلا تبادل الاتهامات بالتورط الأجنبي، إذ قال باشينيان إن أرمينيا لديها معلومات تفيد بأن 150 ضابطاً تركياً رفيعي المستوى يساعدون في توجيه عمليات أذربيجان العسكرية.
أذربيجان وتركيا نفتا، مراراً، مشاركة القوات التركية. كما نفى البلدان تأكيدات أرمينيا وروسيا وفرنسا بأن محاربين من المعارضة السورية يقاتلون إلى الجانب الأذربيجاني.
إقليم ناجورنو قرة باغ قال إن 51 آخرين من جنوده قُتلوا، مما يرفع إجمالي خسائره إلى 198. وتقول أذربيجان إن 19 من مدنييها قُتلوا، لكنها لم تكشف عن خسائرها العسكرية.