كشفت دراسة إسرائيلية بشأن مستقبل البلاد أنها تواجه ثلاثة سيناريوهات محتملة في مقدمتها أن "السلام" مع العرب سيتسع وتتطور معه العلاقات الاقتصادية والتجارية، ما يجعل من إسرائيل مركز التطور في المنطقة، كما توقعت الدراسة أن تصبح إسرائيل مركزاً ليهود العالم، فيما حددت السيناريو الثالث في أن تصبح إسرائيل دولة متطورة صناعياً في نفس مستوى الدول الغربية.
دولة فلسطينية وانفتاح على العرب: الدراسة التي أعدها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي تؤثر أبحاثه على التوجهات المستقبلية لصناع القرار في إسرائيل، شارك فيها 15 وزارة وهيئة حكومية إلى جانب 250 خبيراً إسرائيلياً وأجنبياً، واستغرقت مدتها 6 سنوات.
رغم حديثها عن تحقيق إسرائيل تطوراً ملموساً على المستوى الاقتصادي، إلا أن الدراسة تتوقع أن تعاني تل أبيب من تصاعد التوتر الداخلي في المجتمع الإسرائيلي، نتيجة لسوء توزيع الدخل من جهة وتراجع عوامل التضامن الاجتماعي في المجتمع الإسرائيلي.
بينما أشارت الدراسة إلى أن قيام الدولة الفلسطينية "أمر مرجح" وهو ما سيدفع إسرائيل إلى إيلاء الأهمية الكبرى للعلاقة معها ومع الإقليم بدلاً من اعتبار ذاتها "ضاحية أوروبية".
إذ كشفت الدراسة أن 45% من المستجوبين الإسرائيليين مع حل الدولتين سنة 2019، بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز 29% عام 2006، وأن العلمانيين اليهود والعرب أكثر المؤيدين لذلك.
التهديد الأكبر من الشمال: الدراسة التي نشر تفاصيلها "مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات" واعتمدت على مجموعة من الأبحاث الأجنبية، أشارت إلى أن
32% من الإسرائيليين يعتبرون أن التهديد الأكبر للأمن القومي لإسرائيل يأتي من الشمال، في إشارة إلى المقاومة المسلحة اللبنانية التي يقودها حزب الله.
بينما قال 26% منهم إن المشروع النووي الإيراني يشكل تهديداً للأمن القومي الإسرائيلي، فيما اعتبر 12% أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تشكل تهديداً لإسرائيل.
وبخصوص قدرة إسرائيل على مواجهة هذه المخاطر صوت أكثر من 80% من المستجوبين على أن تل أبيب قادرة على صد "الهجمات الإرهابية" الحادة،
و73% على قدرتها على مواجهة جميع المخاطر كيفما كان مصدرها، و56% اعتبروا أن بلادهم قادرة على مواجهة العزلة الدولية.
أما فيما يخص قدرة إسرائيل على تحقيق الانتصار على حزب الله والمقاومة الفلسطينية بغزة، فقد توقع 43% من المستجوبين أن تحقق إسرائيل "نصراً واضحاً"، فيما توقع 12% أن تعاني إسرائيل من هزيمة للجبهة الداخلية تجعل الانتصار باهتاً.
ماذا عن ضم الضفة؟ فيما يتعلق بمسألة ضم أراضٍ من الضفة الغربية لإسرائيل، خلصت الدراسة إلى أن 45% من المستجوبين الإسرائيليين يعارضون ضم أي جزء من الضفة، بينما يرى 7% فقط ضرورة ضم كل الضفة "لدولتهم".
بينما يرى 37% من الإسرائيليين ضرورة إيجاد حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فيما اعتبر 23% أنه من الضروري البحث عن إجراءات مؤقتة للانفصال عن الفلسطينيين، و14% قالوا ببقاء الوضع الراهن على حاله.