اتَّهم مسؤول رفيع المستوى في الفاتيكان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستغلال البابا فرانسيس، خلال المراحل النهائية من حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، نقلاً عن صحيفة The Guardian البريطانية.
من جانبه تحدَّث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال مؤتمر عن الحرية الدينية نظمته السفارة الأمريكية، أمس الأربعاء 30 سبتمبر/أيلول 2020، لدى الكرسي الرسولي خلال زيارته إلى إيطاليا.
وعندما سألت وكالة الأخبار الإيطالية Ansa كبير الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، أمين العلاقات مع الدول، عما إذا كانت الولايات المتحدة تُنظم على نحو منفرد الفعالية التي كادت تُعد استغلالاً للبابا خلال الفترة التي تسبق الانتخابات، قال: "نعم، لهذا تحديداً لن يُقابل البابا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو".
البابا يرفض مقابلة بومبيو: قيل إن البابا فرانسيس رفض مقابلة بومبيو خلال زيارته هذا الأسبوع، متذرعاً بقرب الانتخابات الأمريكية، لكن يُرجح أن يكون السبب متعلقاً أيضاً بهجمات بومبيو الأخيرة على ما اعتُبر تراخياً من جانب الفاتيكان مع سجلات الصين في حقوق الإنسان، وذلك في خضم استعداد كلا الجانبين لمدّ اتفاقية تاريخية وُقعت منذ عامين.
فيما لم تُنشر تفاصيل الاتفاقية على الملأ قط، لكنها منحت للفاتيكان حق إبداء رأيه في تعيين الأساقفة الكاثوليك في الصين. وأقر البابا فرانسيس كذلك بوجود 8 أساقفة عينتهم بكين دون موافقته.
كانت الصين أيضاً محوراً للحديث خلال اجتماع بومبيو برئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، في روما أمس الأربعاء. وقال بومبيو إنه طلب من كونتي أن: "يتوخى الحذر في مسألة الأمن الشبكي".
في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية إيطاليا، لويجي دي مايو، قال بومبيو إنه قلق إزاء خطط الصين في مد نفوذها إلى الاقتصاد الإيطالي.
أضاف قائلاً: "تحدثتُ مع وزير الخارجية طويلاً عن مخاوف الولايات المتحدة إزاء محاولات الحزب الشيوعي الصيني تعزيز وجوده الاقتصادي في إيطاليا لخدمة أغراضه الاستراتيجية الخاصة. الصينيون ليسوا هنا بهدف الشراكة الخالصة ذات المنافع المتبادلة".
كما حث الحكومة الإيطالية على النظر في المخاطر التي تحيط بخصوصية مواطنيها، والمتمثلة في شركات التكنولوجيا المتصلة بالحزب الشيوعي الصيني.
في مارس/آذار 2019، أصبحت إيطاليا أول بلد في مجموعة الدول الصناعية السبع تتبنى خطة مثيرة للجدل تقترحها الصين لبناء شبكة تجارة عالمية على نمط طريق الحرير، مثيرةً غضب حلفائها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقد استُقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ في زيارة رسمية وقّعت الدولتان خلالها مذكرة تفاهم غير ملزمة، يمكن أن تؤدي إلى اشتراك إيطاليا في مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهو مشروع طموح يعتزم استثمار الصين في شبكة من مشروعات البنية التحتية تربط آسيا بالشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا. كما وُقعت مجموعة من الاتفاقيات في مجالات مختلفة، منها السياحة والغذاء وكرة القدم.