كشفت محامية جوليان أسانج، مؤسس موقع "ويكيليكس" الإلكتروني الشهير، أن شخصيتين جمهوريتين سبق أن عَرَضا على موكلها صفقةً تُجنِّبه خطر التسليم للولايات المتحدة، مقابل معلومات قد تبرِّئ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تهمة "التآمر" مع روسيا.
صحيفة The Guardian البريطانية، نشرت الجمعة 18 سبتمبر/أيلول 2020، بياناً تلته المحامية جنيفر روبنسون نيابةً عن موكلها أسانج في محكمة عُقدت في لندن، جاء فيها أن شخصيتين سياسيتين زعمتا أنهما تمثلان دونالد ترامب، عرضتا على جوليان أسانج عام 2017 صفقة "مربحة للطرفين" لتجنب تسليمه إلى الولايات المتحدة وإدانته.
بموجب الصفقة المقترحة ينال مؤسس ويكيليكس العفو، وينجو من مطالبة الولايات المتحدة باستدعائه، إذا كشف عمَّن سرَّب رسائل الحزب الديمقراطي الإلكترونية إلى موقعه، وذلك بهدف المساعدة في توضيح حقيقة الادعاءات بأن قراصنة روساً هم من قدّموها لتسهيل انتخاب ترامب عام 2016.
وفقاً للبيان، فقد تقدم بهذا العرض عضو الكونغرس الجمهوري دانا روهراباكر وحليف ترامب تشارلز جونسون، في اجتماع يوم 15 أغسطس/آب عام 2017، في السفارة الإكوادورية بلندن، التي كان يحتمي بها أسانج حينذاك، حيث كان يخضع لتحقيق سري تُجريه هيئة محلفين أمريكية كبرى.
أضافت جنيفر: "كان المقترح الذي قدمه عضو الكونغرس روهراباكر هو أن يحدد أسانج مصدر المنشورات المتعلقة بانتخابات عام 2016، مقابل شكل من أشكال العفو أو الضمان أو الاتفاق الذي من شأنه أن يفيد الرئيس ترامب سياسياً، ويحمي أسانج من الإدانة وتسليمه إلى الولايات المتحدة".
لكن المحامية أكدت أن أسانج لم يذكر أبداً مصدر رسائل البريد الإلكتروني.
نفي من الطرفين: متحدث باسم البيت الأبيض نفى هذه الادعاءات، واصفاً إياها "بالتلفيق والكذب الصريح"، منوهاً إلى أن الرئيس الأمريكي لا يعرف أي شيء عن دانا روهراباكر، عدا أنه عضو سابق في الكونغرس، ولم يسبق أن تحدث إليه قط، حسب ادعاء المتحدث.
من جانبه، أكد كذلك روهراباكر، في فبراير/شباط 2020، لقاء أسانج، لكنه نفى علاقة ترامب بالموضوع، إذ قال: "لم أقدم لجوليان أسانج يوماً عرضاً من الرئيس، لأنني لم أتحدث مع الرئيس عن هذه المسألة على الإطلاق، لقد أخبرت أسانج فقط أنه إذا زوّدني بمعلومات وأدلة عمّن أعطاه رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالحزب الديمقراطي فسوف أدعو الرئيس ترامب إلى العفو عنه".
يذكر أنه خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، نشر موقع ويكيليكس سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة باللجنة الوطنية الديمقراطية، تضر بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وتعتقد المخابرات الأمريكية أن روسيا اخترقتها للتأثير على الانتخابات.
وبعد سبعة أعوام من اللجوء إلى سفارة الإكوادور في لندن، سحب رئيس الإكوادور لينين مورينو حق اللجوء من جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس، ما أتاح للشرطة البريطانية القبض عليه، في أبريل/نيسان 2019.
يحاكم أسانج أمام محكمة بريطانية في الوقت الذي تطالب فيه الولايات المتحدة بتسليمه لاتهامه بارتكاب جرائم إلكترونية.