كشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020، عن أن مصر تتوسط حالياً بين الحركة وإسرائيل، للتوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى.
تصريحات هنية جاءت خلال لقائه مع عدد من الصحفيين في بيروت، ورداً على سؤال حول أسباب تواجد وفد مصري أمني في قطاع غزة حالياً.
هنية قال إن حركة حماس "ترحب بالدور المصري في إمكانية الوصول إلى اتفاق تبادل جديد (للأسرى)، ونأمل أن ننجز شيئاً على هذا الصعيد"، مضيفاً: "الإخوة في مصر يتابعون العديد من الملفات، بينها المصالحة والحصار، ومعبر رفح، وتبادل الأسرى".
كذلك لفت هنية إلى أن علاقة حركته مع مصر "قوية ومستقرة، ودور القاهرة محوري في القضية الفلسطينية"، فيما لم يوضح هنية إن كان هناك تقدم في ملف تبادل الأسرى بين حركته وإسرائيل أم لا.
وفي وقت سابق، الجمعة، غادر وفد جهاز المخابرات المصري قطاع غزة، متوجهاً إلى إسرائيل، بعد زيارة بدأت الخميس الماضي.
يوجد في سجون إسرائيل قرابة 4700 معتقل ومعتقلة فلسطينيين، بحسب وكالة "وفا"، بينما تقول إسرائيل إن حركة "حماس" تحتجز 4 إسرائيليين، منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014.
مواجهة التطبيع: في سياق آخر، أشار هنية إلى أن حركته لديها استراتيجية لمواجهة التطبيع مع إسرائيل، ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
المسار الأول في الاستراتيجية هو "استعادة الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام، من خلال برنامج سياسي متفق عليه يشكل نقطة التقاء بين الرؤى السياسية، بعيداً عن مشروع التسوية واتفاقية أوسلو (موقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل)".
هنية أضاف أن المسار الثاني هو "المقاومة الشاملة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة؛ فالمفاوضات بلا مقاومة عبثية لا يمكن أن تحقق شيئاً، وبالتأكيد المقاومة يجب أن يكون لديها امتداد سياسي".
فيما يتمثل المسار الثالث "في ترتيب العلاقات بالأمة العربية والإسلامية؛ لأن قضية فلسطين قضية عربية إسلامية إنسانية".
أما عن منظمة التحرير الفلسطينية، فقال هنية إن حركته "لا تطرح بديلاً عن المنظمة، بل نتحدث عن كيفية تطويرها وتفعيلها، حتى يتسنى مشاركة حماس والجهاد الإسلامي في داخلها".
كذلك وصف هنية "صفقة القرن، على أنها خديعة القرن، خاصة أنها تريد إزهاق روح القضية الفلسطينية"، وقال: "أمام هذا الوضع توصلنا إلى رؤية للتعامل معه، عبر تأسيس تحرك موازٍ يرتقي لمستوى التحدي الذي نواجهه، ما يعني أننا أمام تهديد استراتيجي".
في هذا السياق، اعتبر هنية أن التطبيع الذي يجري مع إسرائيل ترتبط به "استراتيجية قائمة على محاولة دمج إسرائيل في المنطقة، كدولة صديقة أو حليفة، وسط تصريحات جديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يتحدث فيها عن تمنيات أمريكية بأن تحذو مزيد من الدول العربية طريق التطبيع مع الاحتلال".
كذلك اعتبر هنية أن "هذا الأمر محاولة لإنقاذ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، خاصة أنه يمرّ بأزمة غير مسبوقة، على صعيد الائتلاف الحاكم، مع توقعات بأن يذهب الكيان الإسرائيلي إلى انتخابات جديدة أخرى".
ضم الأراضي بالضفة: في سياق متصل، قال هنية إنه "في ليلة إعلان الضم (ضم إسرائيل لأراضٍ بالضفة الغربية)، مطلع يوليو/تموز الماضي، فإن كتائب القسام أجرت تجارب على صواريخ متطورة تطلق لأول مرة، وكانت رسالة واضحة للعدو".
وأضاف هنية أن كتائب القسام وكل فصائل المقاومة قالت إن تنفيذ الضم بمثابة إعلان حرب، مشيراً إلى أن فصائل المقاومة ستدافع عن القدس والأرض بالبارود والنار.
كذلك أكد هنية أن "الذي أوقف الضم في الضفة الغربية هو الشعب الفلسطيني، لا التطبيع الإماراتي مع الاحتلال".
يُذكر أنه في 3 سبتمبر/أيلول 2020، عقد قادة الفصائل الفلسطينية اجتماعاً في رام الله وبيروت، بمشاركة الرئيس محمود عباس، لمناقشة سبل مواجهة تحديات القضية الفلسطينية.
اتفق قادة الفصائل، خلال الاجتماع، على ضرورة "تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة ترتيب البيت الداخلي، للتصدي للتحديات والمؤامرات التي تواجه القضية الفلسطينية".
يأتي ذلك بينما تشهد الساحة الفلسطينية حالة من الانقسام، منذ يونيو/حزيران 2007، عقب إدارة حركة حماس لقطاع غزة، في حين تدير حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، الضفة الغربية، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في تحقيق الوحدة.
ومنذ بداية العام الجاري، يواجه الفلسطينيون تحديات متعددة، تمثلت في "صفقة القرن"، وهي خطة سياسية أمريكية مجحفة بحق الفلسطينيين، ثم مخطط إسرائيلي لضم نحو ثلث أراضي الضفة الغربية المحتلة، وبعد اتفاق الإمارات والبحرين وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما.