أنهى قاضٍ سعودي معركة قانونية دامت 3 سنوات، وحكم بأن مريم العتيبي، البالغة من العمر 32 عاماً، لم ترتكب جريمة حين انتقلت إلى الرياض، بالمخالفة لرغبة عائلتها، إذ اعتُقلت مريم في أبريل/نيسان 2017، بعد أن فرَّت من منزل عائلتها في الرس، التي تبعد 250 ميلاً شمال غربي الرياض، واشتكت من إيذاء والدها وإخوتها لها.
وفق تقرير لصحيفة The Times البريطانية، السبت 12 سبتمبر/أيلول 2020، فإن الكاتبة السعودية التي خضعت لمحاكمة، لأنها تعيش وتسافر وحدها دون إذن والدها، قد أحرزت "نصراً تاريخياً" بعد أن حكمت المحكمة بأنه يحق لها أن تختار محل إقامتها.
تهم العتيبي: واجهت مريم اتهامات السفر دون إذنٍ، بموجب قوانين ولاية الذكر في السعودية.
وحُكِم عليها بالسجن ثلاث سنوات في سجن الملاذ بالرياض، لكنها واجهت تهم "العصيان" لأنها حاولت العيش وحدها بعد إطلاق سراحها.
جمعت مريم 100 ألف متابع على تويتر حين بدأت حملة على شبكة الإنترنت، اسمها "أنا وليَّةُ نفسي".
وحين نشر القاضي حكمه النهائي هذا الأسبوع، قال: "إن المدعى عليها عاقلة، والنساء البالغات لهن الحق في اختيار محل إقامتهن، وما فعلته المدعى عليها بالانتقال إلى الرياض والعيش في منزل منفصل، هو من حقوقها الطبيعية، ولا يمكن اعتباره جريمة تستوجب العقوبة".
قوانين جديدة: فالسعودية أعلنت تيسير قوانين ولاية الذكر في أغسطس/آب من العام الماضي، حين أسقطت نظرياً شرط حصول المرأة على إذن من وليٍّ ذكر، عادةً والدها أو زوجها أو أخوها أو ابنها، للسفر أو الحصول على جواز سفر. ونحو ثلاثة ملايين امرأة، أي واحدة من كل خمس، تقدمن بطلب للحصول على رخصة قيادة بعد رفع الحظر في 2018.
ويقول مناصرو حقوق المرأة، إن النساء السعوديات ما زلن يشعرن بوطأة المجتمع الأبوي. منة، طبيبةٌ عمرها 35 عاماً في جدة، قالت لصحيفة "ذا تايمز": "إن الحكم تاريخي، لأنه نادر. فنظام ولاية الذكر ما زال قوياً كما كان".
وبعد عامين من السماح للنساء بقيادة السيارات في السعودية، فإن العديد منهن لا يقدن السيارات، لأنهن يخشين التحرش، أو لأن الولي لا يسمح لهن بذلك.