أعلنت تركيا أنها ستجري مناورة بحرية بالذخيرة الحية قبالة سواحل قبرص في مياه شرق المتوسط، بين السبت 12 سبتمبر/أيلول والإثنين 14 سبتمبر/أيلول 2020، على الرغم من تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليها.
مناورة وسط التوترات: تركيا قالت الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020، في رسالة على "نافتكس" نظام التلكس الملاحي البحري الدولي، إنه ستكون هناك تدريبات على إطلاق النار قبالة ساحل صدر أعظم كوي في شمال قبرص، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
يأتي هذا الإعلان بعدما حذر زعماء دول جنوب أوروبا الخميس الفائت، من أنهم مستعدون لدعم عقوبات للاتحاد الأوروبي ضد تركيا "إذا تهرّبت أنقرة من الحوار" حول التوتر في شرق المتوسط، وفق تعبيرهم.
لكن تركيا وعلى لسان وزير خارجيتها، مولود تشاووش أوغلو، كانت قد قالت إن اليونان لا تؤيد الحوار بشأن الوضع شرقي المتوسط، وأن فرنسا هي المحرض الأكبر لها.
أضاف تشاووش أوغلو أن "اليونان أظهرت مجدداً أنها لا تؤيد الحوار بعدما كذّبت وساطة الناتو"، كما أكد رفض نظيره اليوناني الحوار غير المشروط حول التوتر القائم في شرق المتوسط"، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول التركية الرسمية.
خلاف على النفوذ: ويدور خلاف بين تركيا واليونان وقبرص حول الموارد الهيدروكربونية والنفوذ البحري في شرق البحر المتوسط، ما يثير مخاوف من اندلاع نزاع أكثر حدة.
ستتم مناقشة هذا الموضوع مجدداً في قمة الاتحاد الأوروبي يومَي 24 و25 أيلول/سبتمبر 2020.
وكان الخلاف قد تصاعد في أغسطس/آب الماضي، إذ أرسلت تركيا سفينة "أوروتش رئيس" لاستكشاف الغاز الطبيعي وسفناً حربية إلى المساحات المائية التي تطالب بها اليونان وتعتبرها أنقرة تابعة لها.
وردت اليونان بإجراء تدريبات عسكرية بحرية إلى جانب عدة دول في الاتحاد الأوروبي إضافة إلى الإمارات، نظّمت على مقربة من مناورات أصغر أجرتها تركيا بين قبرص وكريت الأسبوع الماضي.
اتهام لأوروبا بالانحياز: ووسط هذا الخلاف بين تركيا واليونان الدولتين الأوروبيتين، انتقدت أنقرة بياناً أصدرته دول حوض البحر المتوسط الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الجمعة 11 سبتمبر/أيلول 2020، وقالت إن تصريحاتها متحيزة و"منفصلة عن الواقع"، لكنها أضافت أنها لا تزال منفتحة بشأن محادثات غير مشروطة مع اليونان.
في بيان مشترك صدر الخميس الفائت، قالت دول حوض البحر المتوسط السبع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وهي فرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال وإسبانيا واليونان وقبرص إن "التكتل سيضع قائمة عقوبات جديدة على تركيا بنهاية سبتمبر/أيلول ما لم تتفاوض أنقرة لحل النزاع مع اليونان وقبرص".
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركي حامي أقصوي، قال في بيان الجمعة إنه "يجب على اليونان الجلوس لطاولة المفاوضات مع تركيا دون شروط من أجل تحقيق الحوار والتعاون في المنطقة".
أضاف أنه يتعين على أثينا سحب سفنها الحربية المحيطة بسفينة المسح التركية لنزع فتيل التوتر، داعياً أثينا أيضاً إلى أن "تكف عن استخدام الاتحاد الأوروبي أداة لخدمة مصالحها محدودة الأفق، كما ينبغي للاتحاد والدول الموقعة على البيان المشترك تجنب سياسة التحيز أحادية الجانب المستخدمة دون تمييز بذريعة التضامن".
يشار إلى أن مسؤولين عسكريين من تركيا واليونان اجتمعوا في مقر حلف شمال الأطلسي الخميس الفائت، لإجراء محادثات تهدف لمنع أي تصعيد عسكري في شرق البحر المتوسط مثل واقعة التصادم بين سفينتين عسكريتين يونانية وتركية الشهر الماضي.