ذكر تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول 2020، أنَّ المعارِضة البيلاروسية البارزة، ماريا كوليسنيكوفا، مزَّقت جواز سفرها؛ حتى تتجنب ترحيلها من بلدها، وطردها بالقوة من بلادها بعد ساعات قليلة من اختطافها، وذلك وفق ما نقلته وسائل إعلام أوكرانية.
كوليسنيكوفا، التي تحولت إلى رمز المعارضة في البلاد، تم اختطافها الإثنين 7 سبتمبر/أيلول، من طرف رجال ملثمين، من وسط العاصمة البيلاروسية مينسك واقتادوها بعيداً، كما تم اختطاف اثنين من زملائها في المعارضة، قبل أن تقود سيارةٌ النشطاء الثلاثة بعدها إلى نقطة تفتيش ألكسندروفكا على الحدود مع أوكرانيا في الرابعة صباحاً من يوم الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول.
رفضت المغادرة: لكن تشير التقارير إلى أنَّ ماريا رفضت العبور، ومزَّقت جواز سفرها عمداً.
كما قال مصدر لوكالة أنباء The Interfax-Ukraine: "أثناء محاولة ترحيلها، مزقت جواز سفرها؛ لذا لم يقبل حرس الحدود بدخولها إلى الأراضي الأوكرانية".
من جانبه، كتب نائب وزير الداخلية الأوكراني، أنطون غيراشينكو، في منشور على فيسبوك، أنَّ ماريا نجحت في منع "طردها بالقوة من موطنها الأم".
فيما يُعتقَد أنَّ الناشطيّن اللذين كانا مع ماريا -وهما أنطون رودنينكوف وإيفان كرافتسوف- موجودان في أوكرانيا.
هي محتجزة الآن: في السياق نفسه، ذكرت وكالة أنباء Belta البيلاروسية الرسمية أنَّ ماريا أُلقِيَت من السيارة التي عبرت بدونها الحدود الأوكرانية، ثم يبدو أنَّ حرس الحدود البيلاروسي عاد وألقى القبض على ماريا.
ولم يؤكد المسؤولون ما حدث، ولا يزال الغموض يكتنف الوقائع التي جرت على الحدود ومكان وجود ماريا.
أنطون بايتشكوفسكي، المتحدث باسم حرس الحدود البيلاروسي، صرخ لوكالة أنباء Reuters: "ماريا محتجزةٌ الآن. لا يمكنني القول أين هي على وجه التحديد، لكنها محتجزة. واعتُقِلَت تزامناً مع مغادرة المجموعة بيلاروسيا".
واقتاد الرجال الملثمون ماريا، يوم الإثنين، في شاحنة صغيرة لا تحمل أية علامات، فيما يبدو أنه جزءٌ من محاولة مُوجَّهة من السلطات للقضاء على حركة الاحتجاج. ولم يتضح بعد من الذي خطف ماريا.
وحسبما ورد اختفى زميلها رودنينكوف بعد نحو 40 دقيقة من تأكيد اختفاء ماريا. ونقلت وكالة Interfax الروسية للأنباء عن الشرطة في مينسك، قولها إنهم لم يحتجزوها.
قلق أوروبي: الإثنين 8 سبتمبر/أيلول 2020، دعت بريطانيا حكومة رئيس روسيا البيضاء، ألكسندر لوكاشينكو، إلى وضع عودة زعيمة الاحتجاجات، ماريا كوليسنيكوفا، على رأس أولوياته بعد تردد أنباء عن احتجازها على أيدي ملثمين مجهولين.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: "نشعر بقلق بالغ بشأن سلامة ماريا كوليسنيكوفا".
كما أضاف "يجب أن يجعل نظام لوكاشينكو عودتها الآمنة على رأس أولوياته. يجب على النظام الكف عن تعنيف المحتجين والافراج عن السجناء السياسيين وبدء حوار مع المعارضة".
من جانبها، طالبت ألمانيا رئيس روسيا البيضاء بتوضيح ما جرى لزعيمة الاحتجاجات ماريا كوليسنيكوفا، بعد التقارير التي أفادت باعتقالها من قِبل ملثمين مجهولين في مينسك صباح الإثنين.
إذ قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في تعليقاتٍ نشرتها وزارة الخارجية على تويتر: "قلقون جداً بخصوص السيدة كوليسنيكوفا. نطالب بتوضيح مكان وجودها، وبالإفراج عن جميع السجناء السياسيين في روسيا البيضاء".
كما أضاف ماس أن ألمانيا، التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، تعمل "بأقصى سرعة" لوضع حزمة عقوبات أوروبية على زعماء في روسيا البيضاء.