اتفقوا على تبادل الأشخاص والأموال والبضائع.. وفد إسرائيلي يغادر الإمارات بعد وعود استثمارية ضخمة

غادر وفد إسرائيلي أبوظبي الثلاثاء 1 سبتمبر/أيلول 2020، بعد زيارة تاريخية للإمارات تم خلالها الاتفاق على بدء تدشين التعاون في عدة مجالات بين الطرفين، وبانتظار توقيع اتفاق تطبيع العلاقات النهائي في البيت الأبيض خلال أسابيع.

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/01 الساعة 14:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/01 الساعة 14:45 بتوقيت غرينتش
التطبيع الإماراتي الإسرائيلي/رويترز

غادر وفد إسرائيلي أبوظبي الثلاثاء 1 سبتمبر/أيلول 2020، بعد زيارة تاريخية للإمارات تم خلالها الاتفاق على بدء تدشين التعاون في عدة مجالات بين الطرفين، وبانتظار توقيع اتفاق تطبيع العلاقات النهائي في البيت الأبيض خلال أسابيع.

حيث أقلعت الطائرة من العاصمة الإماراتية عائدة إلى إسرائيل عند نحو الساعة 11,07 ت غ وعلى متنها الوفد الإسرائيلي برئاسة مستشار الأمن القومي مائير بن شبات. وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس الثلاثاء.

أول طائرة بعد التطبيع: والطائرة التي جاءت من مطار بن غوريون قرب تل أبيب الإثنين وعبرت الأجواء السعودية نحو أبوظبي بموافقة سلطات المملكة، هي أول رحلة تجارية بين الدولتين الساعيتين لجني ثمار التطبيع الاقتصادية سريعاً.

إلى جانب الوفد الإسرائيلي، حملت الطائرة على متنها وفداً أمريكياً برئاسة مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر. ولم يتضح ما إذا كان المسؤول الأمريكي عاد مع الوفد الإسرائيلي أم أنه سيزور وجهة أخرى في المنطقة.

كانت كل من إسرائيل والإمارات قد أعلنتا  في 13 أغسطس/آب 2020 عن اتفاق بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بينهما، بعد سنوات شهدت تقارباً بين البلدين، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون "خيانة" لقضيتهم.

بذلك أصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994).

أراضي الضفة الغربية: وفي إطار اتفاق التطبيع، وافقت إسرائيل على تعليق ضم أراض جديدة في الضفة الغربية المحتلة، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أكد أنه لم يعدل عن ذلك على المدى البعيد.

من جانبه قال رئيس الوزراء محمد اشتية الإثنين عن الرحلة "يؤلمنا جداً ونحن نرى اليوم هبوط طائرة إسرائيلية في الإمارات تحمل اسم كريات غات المستعمرة".

فيما كُتبت كلمة "سلام" بالعربية والعبرية والإنجليزية على مقدمة الطائرة فوق اسم المستوطنة.

كذلك حملت رحلة شركة طيران "العال" الإسرائيلية الأولى الرمز 971، وهو رقم الاتصال الدولي للإمارات، بينما تحمل رحلة العودة رقم الاتصال الدولي 972 الخاص بإسرائيل.

من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإثنين "إنه يوم تاريخي (…) لقد حلمنا به وعملنا لتحقيقه وها هو أمام أعيننا".

ومن المفترض أن توقّع إسرائيل والإمارات على اتفاق التطبيع الذي ولد برعاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الأبيض خلال أسابيع قليلة بحضور قادة الدولتين.

التعاون المشترك: يذكر أن المسؤولين الإماراتيين اتفقوا في أبو ظبي مع نظرائهم الإسرائيليين الإثنين على مباشرة "مناقشة آفاق التعاون الثنائي" في مجالات رئيسية"، بحسب بيان مشترك إماراتي أمريكي إسرائيلي.

هذه المجالات هي "الاستثمار، والتمويل، والصحة، وبرنامج الفضاء المدني، والطيران المدني، والسياسة الخارجية والشؤون الدبلوماسية، والسياحة والثقافة".

من جانبها أعلنت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أنّ عبدالحميد محمد سعيد الأحمدي محافظ مصرف الإمارات المركزي ورونن بارتس مدير عام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وقّعا مذكرة تفاهم "للتعاون المستقبلي في القطاع المصرفي والمالي".

حيث اتفق الجانبان على "تشكيل مجموعات عمل ولجان ثنائية لتسهيل الأعمال المصرفية".

بالإضافة إلى ذلك فقد قال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية "نحن في بداية عملية تاريخية، ونعتزم تعزيز إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وفتح سفارات في كلا البلدين بأسرع ما يمكن، والعمل على تعزيز التعاون الثنائي".

متابعاً: "إن تبادل الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال بين البلدان هو المفتاح لتحقيق إمكانات العلاقة".

من جهته، قال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية للنسخة الإنجليزية من موقع قناة "العربية" السعودية إن الرحلات المباشرة بين إسرائيل والإمارات قد تبدأ بحلول نهاية 2020.

ردود فعل حول التطبيع: ولقي الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ترحيباً محدوداً في العالم العربي، وتحديداً من قبل البحرين وسلطنة عمان، بينما شددت السعودية رغم وجود مؤشرات على تقارب محتمل مع إسرائيل على أن لا تطبيع مع الدولة العبرية قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة.

 فيما قُوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع، حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، "خيانة" من الإمارات وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.

حيث ترفض القيادة الفلسطينية أي تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية، قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967؛ كما تطالب بأن تعتمد أي عملية تطبيع للعلاقات على مبدأ "الأرض مقابل السلام"، المنصوص عليها في المبادرة العربية لعام 2002، وليس على قاعدة "السلام مقابل السلام"، التي تنادي بها إسرائيل حالياً.

تحميل المزيد