قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إنه سيكون من المستحيل أن يتنحى بعد نداءات شعبية تطالبه بالاستقالة بسبب انفجار مرفأ بيروت الدامي الذي راح ضحيته أكثر من 170 شخصاً، وآلاف المصابين، وخلَّف دماراً كبيراً في عشرات الآلاف من منازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
قال عون، في مقابلة مُسجلة لشبكة BFM الفرنسية، السبت 15 أغسطس/آب 2020: "هذا مستحيل، لأن هذا سيؤدي إلى فراغ في السلطة. الحكومة استقالت. لنتخيل أنني سأستقيل. من يضمن استمرار السلطة؟".
أضاف عون: "إذا كنت سأستقيل، فسيحتاج لبنان إلى تنظيم انتخابات فوراً، لكن الوضع الحالي في البلاد لا يسمح بتنظيم مثل هذه الانتخابات، مما سيسمح بتمثيل الشعب".
الوضع أكثر تعقيداً: وردّاً على سؤال حول وضع التحقيقات في الانفجار، قال الرئيس عون: "بالطبع نريد إنهاء التحقيق بسرعة كبيرة. لكننا اكتشفنا أن الوضع أكثر تعقيداً بكثير، مما يعني أن التحقيق لن يكون قادراً ليتم الانتهاء بسرعة كبيرة كما كنا نتمنى ذلك".
أشار عون كذلك إلى أنه طلب من مجلس القضاء الإشراف على التحقيق، وأنه دعا "قاضياً مستقلاً" للتحقيق.
تأتي هذه التصريحات خلافاً لأحاديث سابقة للرئيس قال فيها إن "القضاء يجب أن يكون سريعاً لتثبيت من هو مجرم ومن هو بريء".
جاء ذلك في إعلان رفضه التحقيق الدولي في انفجار بيروت، الأحد 9 أغسطس/آب، واصفاً المطالبة به"مضيعة للوقت".
لائحة اتهام: بالأمس كذلك وجّه المدعي العام في لبنان غسان عويدات، اتهامات إلى 25 شخصاً، بينهم مسؤولون كبار، في انفجار مرفأ بيروت.
صحيفة النهار اللبنانية نقلت عن مصدر قضائي، أن "المشتبه بهم سيحالون إلى محكمة جنائية لمحاكمتهم"، مؤكداً أن "19 منهم قيد الاحتجاز في أعقاب انفجار الرابع من أغسطس/آب".
الصحيفة أكدت أن لائحة الادّعاء شملت 25 شخصاً في جريمة انفجار مرفأ بيروت، أبرزهم مدير مرفأ بيروت المهندس حسن قريطم، والمدير العام للجمارك بدري ضاهر، والمدير العام السابق للجمارك شفيق مرعي.
نصت لائحة الادعاء، على أن "الاتهام سيشمل كلاً من يُ\8ظهره التحقيق فاعلاً أو شريكاً أو متدخلاً أو مقصراً، بجرائم الإهمال والتقصير والتسبب بوفاة أكثر من 177 شخصاً، وجرح الآلاف وإصابة عدد كبير من الجرحى بأضرار وأعطال وتشوهات جسدية وحالات عجز دائمة، إضافة إلى تدمير مرفأ بيروت ومنشآته بالكامل، ومنازل المواطنين وممتلكات عامة وخاصة"، مطالباً باستجواب هؤلاء وإصدار مذكرات التوقيف اللازمة بحقهم استناداً لمواد الادعاء ومعطيات التحقيق.
نكبة بيروت: والثلاثاء 4 أغسطس/آب، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلَّف أكثر من 170 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، بحسب أرقام رسمية غير نهائية.
وفقاً لتحقيقات أولية، وقع الانفجار في عنبر 12 من المرفأ، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طناً من "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، كانت مُصادَرة ومخزنة منذ عام 2014.
ويزيد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطاباً ازدادت حدته بعد استقالة الحكومة اللبنانية التي يقودها حسان دياب على وقع الاحتجاجات التي خرجت إلى الشوارع ضد الفساد والطبقة الحاكمة.