دول عربية “تعد فخاً” لعباس.. صحيفة: مخطط لاستبدال أبو مازن بـ”رجل الإمارات” بمباركة أمريكية

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن وجود مخطط أمريكي وإسرائيلي وعربي، يهدف إلى استبدال محمود عباس بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.

عربي بوست
تم النشر: 2020/08/14 الساعة 11:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/14 الساعة 12:10 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الفلسطني محمود عباس/رويترز

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الجمعة 14 أغسطس/آب 2020، عن  وجود مخطط أمريكي وإسرائيلي وعربي، يهدف إلى استبدال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان أحد مستشاري ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.

ما كشفت عنه الصحيفة الإسرائيلية سبق وأن أشارت إليه "عرب بوست" في تقارير سابقة، من رغبة إماراتية في إعادة مستشار بن زايد إلى الضفة الغربية، وهو المخطط الذي بدأ من خلال المساعدات التي أرسلتها أبوظبي إلى الفلسطينيين عبر إسرائيل، ورفضت السلطة الفلسطينية استلامها.

مخطط لإعادة دحلان: صحيفة "يديعوت أحرونوت" أوضحت أن المخطط أمريكي وإسرائيل وسعودي وإماراتي وبحريني ومصري، ويجري طبخه من أجل استبدال عباس بدحلان، مؤكدة أن هذه الأطراف "تعد فخاً" لعباس ولخلفائه المحتملين.

كما نوهت الصحيفة إلى أن هناك "فجوة واسعة"، بين فكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحاكم الإمارات، محمد بن زايد، مبينة أن نتنياهو تحدث عن سلام مثل الذي تم مع مصر والأردن، أما بن زايد فيصر على تبريد الحماسة، ويتحدث عن التعاون والتطبيع فقط، ويبعث بسفيره لواشنطن، يوسف العتيبة، ليشرح كيف ستبدو الرحلات الجوية من دبي إلى تل أبيب وماذا ستشتري أبو ظبي من صناعاتنا الذكية".

كما زعمت أن "إسرائيل تعهدت بإلغاء الضم في مناطق الضفة، وحرص بن زايد على الإيضاح بأن كل شيء تم "من أجل الفلسطينيين"، لكن لا يزال أبو مازن يعربد غضباً، ليس فقط على نتنياهو"، وفق وصف الصحيفة الإسرائيلية.

فخ لعباس وخلفائه: أشارت "يديعوت"، إلى أنه "اتفق بين الإمارات وإسرائيل على التعاون وعلى خريطة طريق لتأسيس اتفاق متبادل، ولكن ما لم تذكروه أمس، في مرحلة التصريحات الاحتفالية؛ أنه إلى جانب الأذن اليسرى لابن زايد يجلس مع صاحبنا، محمد دحلان، رئيس الأمن الوقائي السابق وأحد قادة حركة فتح، ويشغل اليوم منصب المستشار الكبير لحاكم الإمارات".

تساءلت: "كيف ينخرط كل هذا مع الاتفاق التاريخي؟"، موضحة أن "الخطة الكبرى لترامب، نتنياهو وابن زايد، تعد فخاً لعباس ولخلفائه المحتملين".

كما كشفت الصحيفة، أن "ولي عهد أبو ظبي، مع ولي  العهد السعودي (محمد بن سلمان)، وملك البحرين وزعيم النظام المصري عبدالفتاح السيسي، يطبخون منذ الآن خطوة الاستبدال في مكتب الرئيس (عباس) في رام الله".

فيما لفتت إلى أن "المحيط الأقرب لترامب، ملّ عباس، كما أن نتنياهو لا يصدق أي كلمة له، أما دحلان، مقارنة به، فنشيط، وذكي؛ ويعرف المنطقة جيداً ولديه موالون في غزة ورام الله على حد سواء".

مخطط عربي للانقلاب على عباس: نبهت الصحيفة العبرية إلى أنه "ليس صدفة"، أنه لم يكبدوا أنفسهم في أبو ظبي وواشنطن خلال حديثهم عن "إلغاء الضم"، عناء ذكر اسم واحد لزعيم أو شخصية أساسية في الضفة الغربية، لافتة إلى أن "النية هي؛ أن ينزلوا إلى هناك دحلان بإسناد عربي، وبتأييد أمريكي وبغمزة عين إسرائيلية، ودحلان غير مستعجل، وكذا باقي شركاء الخطوة".

تابعت: "هم سيسمحون لعباس وكبار السلطة أن يتفجروا غضباً، وعندما يغادر، سيتجندون لتنصيب الزعيم الجديد على الكرسي، وهنا انتبهوا للملاحظة التي ألقى بها نتنياهو، "اسألوا ترامب".

كما بينت الصحيفة أن "الإدارة الامريكية، وتل أبيب وخمس دول في العالم العربي، ملوا عباس نهائياً، ودحلان هو الحل". وقالت الصحيفة في نهاية  المطاف، "يدور الحديث عن خطوة تاريخية، حتى لو لم يوقع اتفاق سلام، فنحن نسير نحوه، والتفاهم بين تل أبيب والإمارات الذي يتواصل منذ سنتين ونصف على الأقل، بني بسرية وانكشف أخيراً، وعلم أمس أنه أقيم مكتب تجاري مشترك لإسرائيل ولدول الخليج، بما في ذلك محادثات زوم عن تعاون مستقبلي".

المخطط قديم وليس جديداً: بالعودة لخلفية التوتر في العلاقة بين الإمارات والسلطة الفلسطينية منذ أن فصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس القيادي في حركة فتح محمد دحلان ولجأ الأخير إلى أبوظبي. نجد أن محمود عباس رفض مراراً وساطات إماراتية لحل الخلاف مع دحلان.

مع العلم أن محمود عباس كانت علاقته ممتازة مع الإمارات لدرجة أن الأخيرة كانت من الدول التي دعمته بقوة لخلافة الرئيس الراحل ياسر عرفات. 

كانت الإمارات ثاني أكبر داعم عربي بعد السعودية للسلطة الفلسطينية منذ نشوئها، وكانت تدفع ما يزيد على 52 مليون دولار سنوياً، لكنها توقفت عن ذلك منذ أكثر من 8 سنوات في أعقاب الخلاف، ثم تحول الدعم إلى محمد دحلان ولتعزيز قاعدته السياسية في الأراضي والمخيمات الفلسطينية.

مخاوف من عودة دحلان: من هنا، فإن قيادة السلطة في هذه الأثناء تخوض صراعاً عمقته الخشية على "شرعيتها" وديمومة تمثيلها للشعب الفلسطيني. وهذا يعني وفق ما يقول مصدر فلسطيني مُقرب من محمد دحلان لـ"عربي بوست"، أن رفض السلطة للمساعدات الإماراتية ليس بسبب التطبيع "لأنها هي من تقوم بالتطبيع وتقبل من أي جهة كانت المساعدات عن طريق إسرائيل ما دامت تنسق معها".  

بل إن مخاوف السلطة نابعة من كونها تعتقد أن المساعدات الإماراتية تصب في صالح الخصم محمد دحلان بعدما بدأت أبوظبي تخفف من دوره الإقليمي لا سيما ليبيا وغيرها في الفترة الأخيرة، وأخذت تفكر بإبرازه في المشهد الفلسطيني مجدداً.. وهذا ما يخيف السلطة في خضم المعركة "الخفية" لخلافة عباس في حال رحل الأخير في أي لحظة بحكم عمره ووضعه الصحي.

طموح دحلان: يبدو محمد دحلان من أكثر الطامحين لوراثة عباس. فهو يحظى بدعم إقليمي لا يخفيه، ويسعى لإقامة علاقات وتنسيق مع بعض المحيطين بعباس، وفي غزة تبدو فرصه قوية، مع ضعف فرص منافسيه من داخل قيادة فتح، وإمكانية اتفاقه مع حماس التي قد تدعمه لحسابات مصلحية، مرتبطة برغبتها بتحرير الحصار على القطاع.

توجهات دحلان العلنية بالتقدم للتنافس على وراثة عباس ظهرت جلية قبل أيام حين أعلن أن الترويج لإعادة ترشيح عباس لانتخابات رئاسية جديدة هدفه تكريس الوضع الراهن، وإدامة الانقسام.

قال: "لكننا لن نقبل تجريب المجرب بعد مسلسل الإخفاقات المتكررة في الأداء السياسي والوطني والإداري والمالي، لأن إعادة ترشيح عباس بهذا العمر والحالة الصحية لا تجعله مؤهلاً لأداء مهام رئاسية في السنوات القادمة".

تحميل المزيد