تعرّف على الفراشة الزرقاء التي أنقذها العلماء من الانقراض.. عادت للحياة بعد غياب 150 عاماً

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/08/13 الساعة 22:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/13 الساعة 22:14 بتوقيت غرينتش
الفراشة الزرقاء/ أرشيف

ظهرت الفراشة الزرقاء أخيرا في منطقة رودبورو المفتوحة في غلوسترشير البريطانية، بعد أن غابت عن الطبيعة لأزيد من 150 عاما، وذلك بعد أن أطلق باحثون  1100 يرقة، الخريف الماضي، بعد خمس سنوات من العمل على إنشاء موطنٍ مثالي لهذا النوع من الفراشات

وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 13 أغسطس/آب 2020، فإن الفراشة المهددة بالانقراض عالمياً، تطير الآن في بريطانيا أكثر من أي مكان آخر بالعالم، بعد أربعة عقود من انقراضها في البلاد.

عودة من الانقراض: ويمكن القول إن عودتها إلى بريطانيا هي أنجح مشروع لإعادة إدخال الحشرات في جميع أنحاء العالم، بعد أن تم جلب اليرقات في البداية من السويد داخل عربة نقل مخصصة لعلوم البيئة.

وأدت سنوات من العمل المضني، الذي قام به البروفيسور جيريمي توماس وديفيد سيمكوكس، إلى إعادة إدخال الفراشة بنجاح إلى مواقع في سومرست ومؤخراً في غلوسترشير.

كان عليهم أولاً أن يفهموا دورة حياة الفراشة الفريدة، حيث تسقط اليرقات الصغيرة من على الزعتر البري، فتأخذها النملة الحمراء من نوع ميرميكا سابوليتي إلى تحت الأرض، مخدوعةً بالاعتقاد أن اليرقة الطفيلية واحدة من يرقاتها.

ويحمل النمل اليرقة إلى عشه لحمايتها، بل "يغني" لها، قبل أن تتحول اليرقة من آكلة أعشاب إلى آكلة للحوم، فتتغذى على يرقات النمل خلال الشتاء حتى تصبح مستعدة للتحول من يرقة إلى خادرة. وفي الصيف التالي تخرج من تحت الأرض فراشة.

تحتاج للنمل الأحمر والأبقار: كانت المنطقة المفتوحة، المملوكة لمؤسسة التراث القومي البريطانية، تتطلب أولاً إعداد مناطق رعي مؤقتة للماشية على منحدرات شديدة الانحدار -حيث لا تذهب الحيوانات عادةً- إلى جانب إزالة الأجمة لتهيئة الظروف المثالية للنمل الأحمر.

وقال سيمكوكس، عالم البيئة والمؤلف المشارك لخطة إدارة المناطق المفتوحة: "تحتاج الفراشة إلى كثافة عالية من النمل الأحمر المُحب للحرارة… الذي يلعب دوراً حاسماً في دورة حياة الفراشة. تخلق أبقار الرعي الظروف المثالية للنمل، عبر إبقاء العشب منخفضاً بحيث يمكن لأشعة الشمس الوصول إلى التربة وتدفئتها بلطف، مما يخلق ظروفاً مثالية للنمل وهو من ذوات الدم البارد، ومن ثم يحتاج إلى الدفء؛ من أجل استكشاف الطعام بنشاط خلال الربيع والصيف والخريف".

وضمت عملية إعادة إدخال الفراشة شراكة بين مؤسسة التراث القومي البريطانية، ومؤسسة الحفاظ على الفراشات، ومشروع العودة من الحافة، وغيرها. ومع ارتفاع درجة حرارة المناخ، فإن الفراشة الكبيرة الزرقاء ينبغي أن تكون قادرةً على الانتشار شمالاً، لكن فقط إذا جرت مساعدتها في العثور على موطن جديد.

وقال ريتشارد إيفانز، الحارس في منطقة رودبورو ومينشينهامبتون المفتوحة: "الفراشات مخلوقات حساسة، ومع المتطلبات الخاصة بالنوع الأزرق الكبير فإنها تعد مقاييس حقيقية لما يحدث في بيئتنا والمناخ المتغير. خلقنا الظروف المناسبة لهذه الفراشة المهددة بالانقراض عالمياً حتى تبقى على قيد الحياة، وتنتشر أيضاً كما نأمل. وكان هذا تتويجاً لسنوات عديدة من العمل. لم يكن أي من هذا ممكناً لولا الجهود المشتركة بين دعاة الحفاظ على البيئة ورعاة الماشية المحليين".

تحميل المزيد