أجمعت كل الأطياف السياسية والحركية الفلسطينية، الخميس 13 أغسطس/آب 2020، على رفضها التام واستنكارها لخطوة الإمارات، المتمثلة في إعلان تطبيعها الرسمي مع إسرائيل، إذ وصفت حركة حماس هذا الاتفاق بـ"الطعنة الغادرة في ظهر تضحيات الشعب الفلسطيني"، فيما اعتبرته حركة فتح "رهاناً خاسرً"، في حين قالت عنه حركة الجهاد الإسلامي إنه "استسلام وخنوع".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن توقيع أبوظبي وتل أبيب لـ"اتفاق سلام"، وصفه بـ"التقدم الهائل"، فيما وصفته إسرائيل بـ"اليوم التاريخي"، واعتبرته أبوظبي "تعزيزاً للتعاون"، وبذلك تكون الإمارات الدولةَ العربية الثالثة التي توقِّع اتفاق سلام مع إسرائيل بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994).
"رهان خاسر": اعتبر عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أن تطبيع العلاقات رسمياً بين إسرائيل والإمارات "رهان خاسر وتبعية مطلقة لأعداء الأمة العربية".
زكي قال في تصريح لوكالة "الأناضول" للأنباء، إن الاتفاق بمثابة "تخلٍّ شامل عن قرارات القمم العربية وعن الواجب القومي والديني والإنساني تجاه القضية الفلسطينية".
وتابع: "ما كنت أتمنى لعربي أن يسقط في هذا المستنقع"، في إشارة إلى التطبيع مع إسرائيل.
"طعنة غادرة": من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس، تطبيع علاقات الإمارات مع إسرائيل "طعنة غادرة لتضحيات شعبنا الفلسطيني".
وقال عبداللطيف القانوع، الناطق باسم الحركة، في تصريح لـ"الأناضول": "الاتفاقية تمثل تجاهلاً لمعاناة شعبنا الفلسطيني وتطوراً خطيراً في وتيرة التطبيع".
وشدد على أن "الاتفاقية لن تمنح أي شرعية للاحتلال الصهيوني على أرضنا الفلسطينية".
ولفت إلى أن "استمرار التطبيع بهذه الوتيرة يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد أبناء شعبنا الفلسطيني".
وتابع: "سيبقى الاحتلال الصهيوني هو العدو الرئيس لشعبنا ولأمَّتنا، وسنواصل حشد كل طاقات شعبنا وأمتنا لعزله وطرده عن أرضنا".
"استسلام وخنوع": أما حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، فقد اعتبرت تطبيع الإمارات مع إسرائيل "استسلاماً وخنوعاً".
وقال داود شهاب، الناطق باسم الحركة، في تصريح لـ"الأناضول": "التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي استسلام وخنوع، ولن يغير من حقائق الصراع شيئاً؛ بل سيجعل الاحتلال أكثر إرهاباً".
وأضاف شهاب: "نشجب وندين بشدةٍ هذا الاتفاق الذي أعلِنَ عنه بين الإمارات وإسرائيل، ونعتبره شرعنة للاحتلال وإنقاذاً لحكومته من مأزقها وأزماتها".
ولفت إلى أن "هذا الاتفاق خروجٌ عن الإجماع القومي وثوابت الأمة".
وأكدت وكالة الأنباء الإماراتية، أنباء التوصل للاتفاق، قائلة إن الإمارات وإسرائيل اتفقتا على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً إلى علاقات ثنائية.
ويأتي الإعلان عن اتفاق السلام بين تل أبيب وأبوظبي، بعد تصريح نتنياهو ومسؤولين آخرين في أكثر من مناسبة، بوجود تقارب مع الإمارات، ومع دول عربية وإسلامية أخرى.
كما زادت وتيرة التطبيع، خلال الفترة الأخيرة، بأشكال متعددة بين إسرائيل والعرب، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية واقتصادية تقيمها دول عربية، بينها الإمارات.