حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر "قومنة اللقاحات"، منذرةً الدول الغنية من أنها إذا استمرت في الاعتماد على توفير العلاج لشعوبها فحسب، فعليها ألا تتوقع البقاء آمنة من الفيروس إذا ظلت الدول الفقيرة معرضة لخطر استمرار الوباء فيها، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
مع تجاوز حالات الإصابة العالمية بفيروس كورونا 19 مليون حالة إصابة الجمعة 7 أغسطس/آب 2020، قال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه سيكون من مصلحة الدول الغنية مساعدةُ كل دولة أخرى على حماية نفسها من انتشار العدوى.
تحذير من احتكار اللقاح: خلال الاجتماع الذي عقده "منتدى أسبن الأمني" في الولايات المتحدة عبر الفيديو، قال تيدروس من المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف: "قومنة اللقاحات ليست أمراً جيداً، ولن تساعدنا" على تجاوز الأزمة.
أوضح تيدروس بالقول: "لكي يتعافى العالم من الوباء على نحو أسرع، يجب أن يتعافى معاً، لأنه عالم معولم: الاقتصادات متشابكة فيه. لا يمكن أن نكتفي بأن يكون جزء من العالم فقط أو عدد قليل من البلدان ملاذاً آمناً، ونعتقد أن ذلك ليس كافياً للتعافي.
كما أشار تيدروس إلى أن "الضرر الناجم عن فيروس كورونا يمكن أن يقل، إذا التزمت تلك البلدان التي.. لديها التمويل اللازم بدعم باقي الدول للتعافي".
من الجدير بالذكر، أن هنالك عدة دول تتسابق بالفعل لإيجاد لقاح مضاد لفيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 700 ألف شخص على مستوى العالم.
مزيد من الوفيات بالفيروس: ذكرت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أن 300 ألف أمريكي قد يموتون بحلول ديسمبر/كانون الأول، المقبل إذا عجز قادة المدن الكبرى عن حمل الناس على تعزيز الإجراءات المضادة لانتشار الفيروس، مثل ارتداء الأقنعة.
فيما قال فريق علمي من جامعة واشنطن الأمريكية إنه يمكن إنقاذ حياة 70 ألف شخص إذا ارتدى مزيد من الناس أقنعة لتغطية الوجه أثناء محاربة الوباء.
يُذكر حتى الآن أنه توفي أكثر من 159 ألف شخص بفيروس كورونا في الولايات المتحدة، ومع ذلك فإن أعداد حالات الإصابة اليومية الجديدة شهدت انخفاضاً في الأسابيع الأخيرة.
بينما قال "معهد القياسات الصحية والتقييم" الأمريكي (IHME) إن أعداد الإصابات تراجعت في بؤر سابقة مثل ولايات أريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا وتكساس، على الرغم من ارتفاعها في ولايات أخرى مثل كولورادو وأيداهو وكنساس وكنتاكي وميسيسيبي وميسوري وأوهايو وأوكلاهوما وأوريغون وفرجينيا.
الفيروس يواصل انتشاره: من جانب آخر، تجاوز عدد الإصابات بالفيروس في قارة إفريقيا أكثر من مليون شخص، مع استمراره في الانتشار في جميع أنحاء القارة.
سجّلت جنوب إفريقيا، التي تملك الاقتصاد الأكثر تصنيعاً في القارة، أكثر من 529 ألف حالة إصابة، أي نحو 53% من مجموع حالات الإصابة في القارة، وبذلك تصبح خامس أعلى دول العالم في عدد الإصابات. كما أن جنوب إفريقيا لديها أكبر عدد من الوفيات (9604) حالة وفاة بالفيروس، تليها مصر (4951)، ثم الجزائر بنحو (1273) حالة وفاة بالفيروس.
تجاوزت الوفيات الناجمة عن الفيروس في المكسيك 50 ألف حالة وفاة بالفيروس. ويوم الخميس 6 أغسطس/آب، أبلغت وزارة الصحة عن 6590 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا و819 حالة وفاة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 462,690 حالة إصابة، و50,517 حالة وفاة.
أما في البرازيل، التي تستعد لتجاوز عتبة مروعة أخرى من أرقام الوفيات التي بلغت 100 ألف حالة وفاة، فقد حث رئيسها جايير بولسونارو الناس على "المضي قدماً في حياتهم".
في الصين، أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين عن تسجيل 37 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في الساعات الأربع والعشرين السابقة لمنتصف ليل الخميس 6 أغسطس/آب 2020.
عاد بقوة في أوروبا: كما أبلغت عدد من الدول الأوروبية عن زيادة أكبر في عدد حالات الإصابة فيها. إذ سجّلت ألمانيا أكثر من ألف إصابة جديدة خلال 24 ساعة حتى منتصف الليل يوم الخميس 6 أغسطس/آب 2020.
بينما تشهد أيرلندا ارتفاعاً في عدد الإصابات منذ يوم الخميس الماضي 30 يوليو/تموز 2020، وحددت السبب في ذلك بعدد من سلاسل انتشار العدوى في مصانع للحوم وأماكن إقامة لطالبي اللجوء.
في حين تجاوزت حالات الإصابة في اليونان 5 آلاف حالة، فيما وصفته السلطات بـ "أسبوع الاستيقاظ" من الغفلة في التعامل مع فيروس كورونا.