تتكشف حجم الخسائر وقوة التفجير يوماً بعد يوم في العاصمة اللبنانية بيروت، في وقت تواصل فيه الطواقم الطبية ورجال الدفاع المدني، التنقيب وسط أنقاض المباني المدمرة يوم الأربعاء بحثا عن مفقودين، فيما أنحى المحققون باللائمة على الإهمال كسبب وراء الانفجار الضخم الذي وقع في مخزن وأحدث موجة تدميرية هزت أنحاء بيروت، مما أودى بحياة ما لا يقل عن 135 شخصا.
قد لا تعبر الكلمات عن حجم الضرر الذي خلفه الانفجار الكبير في بيروت، لكن كل صورة يتم كشفها يوماً بعد يوم، تحمل من المعاني ما تعجز عن وصفه الكلمات.
ففي صور صادمة نشرتها وكالة رويترز، ملتقطة من الأقمار الصناعية، تُظهر ما أحدثه التفجير في يابسة الميناء، حيث غير ملامح الميناء عندما اختفى جزء كبير في الماء نتيجة قوة الانفجار.
هذه الفجوة الكبيرة التي أحدثها الانفجار، بلغ عرضها حوالي 200، حتى بدت واضحة بشكل كبير في صور الأقمار الصناعية.
حطام ودمار في كل مكان: وبعد أن انقشع غبار الانفجار، ظهرت هذه الحفرة بشكل واضح، تحيط بها الأنقاض والمباني المتضررة، إضافة لتدمير جزء كبير من المدينة في الانفجار.
كما كان جزء كبير من وسط المدينة مليئًا بالمركبات والركام الذي أمطر من واجهات المباني المحطمة.
يعتبر الانفجار هو الأقوى على الإطلاق الذي يضرب بيروت، المدينة التي لا تزال ملامحها تحمل ندوب الحرب الأهلية التي انتهت قبل ثلاثة عقود، وتئن تحت وطأة انهيار اقتصادي وتعاني من زيادة الإصابات بفيروس كورونا.
وقد اهتزت على وقع الانفجار المباني في جزيرة قبرص بالبحر المتوسط، على بعد حوالي 160 كيلومترا.
أعاد التفجيرات ذكريات أليمة: أعاد الانفجار لأذهان الكثيرين الذكريات المروعة للحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 والتي مزقت البلاد ودمرت مناطق واسعة من بيروت أعيد بناء معظمها.
جمال عيتاني رئيس بلدية بيروت قال لرويترز أثناء تفقد الدمار إنها "كارثة لبيروت ولبنان".
وتحولت منطقة الميناء إلى غابة من الحطام المتشابك الذي أصاب بالشلل الطريق الرئيسي للواردات اللازمة لإطعام شعب يزيد تعداده عن ستة ملايين نسمة.