تعود عجلة دوري أبطال أوروبا للدوران من جديد نهاية هذا الأسبوع، بعد فترة توقُّف دامت عدة أشهر، وتحديداً منذ شهر مارس/آذار الماضي، بسبب انتشار فيروس "كورونا المستجد".
وبالطبع ستكون المباريات بقواعد مختلفة لأول مرة، في ظروف استثنائية، إذ سيتم إجراء 4 لقاءات في إياب دور الـ16، على أن تكون الأدوار التالية بنظام مباراة واحدة فقط، وليس ذهاباً وإياباً كما جرت العادة.
ولعلّ هذا الأمر يفرض على العديد من اللاعبين تقديم عروض قوية للغاية في المباريات، إذ ستكون هذه الفرصة الأخيرة لهم لحفظ ماء وجوههم هذا الموسم، في ظل مرورهم بظروف مختلفة.
وأخفق بعض النجوم الكبار في الظهور بشكل جيد حتى الآن في المسابقات المختلفة مع أنديتهم، ليكون دوري أبطال أوروبا آخر فرصة لهم هذا الموسم، ونستعرض أبرز 5 من هؤلاء اللاعبين.
برناردو سيلفا
قدَّم البرتغالي برناردو سيلفا موسماً رائعاً في 2018-2019، إذ لعب دوراً رئيسياً في اكتساح مانشستر سيتي لجميع الألقاب المحلية في إنجلترا، لكن لسوء حظه لم يستمر ذلك في الموسم الحالي.
ورغم أن الموسم الحالي لم يكن سيئاً بشكل كبير، بعدما أحرز البرتغالي 8 أهداف وصنع 10 أخرى، فإن ذلك لا يُقارن بما فعله في الموسم الماضي (13 هدفاً و14 تمريرة حاسمة)، وهنا يتضح الفارق في المستوى.
ولدى سيلفا فرصة أخيرة لإثبات نفسه هذا الموسم، إذ من المتوقع أن يكون أحد اللاعبين الذين يعتمد عليهم المدرب بيب غوارديولا خلال لقاء الريال في إياب دور الـ16، لأجل البرهنة على أهميته داخل السيتي.
أنطوان غريزمان
على غرار برناردو سيلفا، تراجع مستوى غريزمان بشكل واضح هذا الموسم، وذلك منذ وصوله إلى برشلونة قادماً من أتلتيكو مدريد، إذ كان من المتوقع أن تزدهر مسيرته أكثر باللعب إلى جانب ليونيل ميسي ولويس سواريز.
ولكن لم تسِر أمور غريزمان كما هو مُخطّط، بعدما عانى داخل النادي "الكتالوني"، حيث وجد صعوبةً في فرض نفسه بخط هجوم الفريق، بعدما سجل 9 أهداف فقط في الدوري الإسباني، وصنع 4 أهداف أخرى، وهي أرقام بعيدة جداً عن مستواه الحقيقي، لكن بإمكانه إصلاح الأمور من خلال بوابة دوري الأبطال أمام نابولي.
جواو فيليكس
تعاقد معه أتلتيكو مدريد ليكون بديلاً على المدى الطويل لغريزمان، غير أن اللاعب الشاب حمّل نفسه عبئاً كبيراً هذا الموسم، لاسيما أن "الروخي بلانكوس" دفع مبلغ 126 مليون يورو لضمه.
ويبلغ النجم البرتغالي من العمر 20 عاماً فقط، وهو أحد أكثر اللاعبين موهبة في "الليغا"، لكنه عانى هذا الموسم، كونه لم يسجل سوى 6 أهداف فقط خلال 27 مباراة بـ"الليغا"، وصنع هدفاً يتيماً، وهي أرقام لا توازي المبلغ الضخم الذي دفعه أتلتيكو لضمه من بنفيكا.
ومع ذلك، فإنه من المتوقع أن يقاتل اللاعب البرتغالي لإثبات قدراته الحقيقية في دوري الأبطال، عندما يلعب فريقه ضد لايبزيغ الألماني في الدور ربع النهائي من المسابقة.
لويس سواريز
لا يمكن لأحد لوم سواريز على تراجع مستواه بشكل واضح، خاصة مع تقدمه في العمر ووصوله إلى 33 عاماً، إذ أحرز 16 هدفاً وصنع 8 خلال 28 مباراة في "الليغا"، وهي أرقام مقبولة من لاعب بعمره.
لكن على صعيد الأداء فإن اللاعب بدا ضائعاً في خط هجوم برشلونة خلال الفترة الأخيرة، في ظل الاعتماد الكبير على ليونيل ميسي، إذ أثبت الأوروغوياني عجزه أمام الكبار، إلا أن بإمكانه إصلاح ذلك في دوري الأبطال.
ويعي برشلونة جيداً أن سواريز عندما يكون في حالته الطبيعية فإنه من أفضل المهاجمين في العالم، وهو ما يريده النادي "الكتالوني" في دوري الأبطال، كونه في أمسّ الحاجة لخدماته ضد نابولي، لضمان الوصول للأدوار المتقدمة.
إيدين هازارد
لاعب آخر كلّف ناديه حوالي 115 مليون يورو، لكنه لم يقدّم ما يشفع له بتأكيد أحقيته بهذا المبلغ، إذ لم يكن البلجيكي في حالته الطبيعية هذا الموسم مع ريال مدريد، بعدما انضمّ له الصيف الماضي من تشيلسي.
وبشكل واضح لم يكن الريال بحاجة ماسة لخدماته لحدٍّ كبير، لضمان حسم "الليغا"، إلا أن دور هازارد الحقيقي يجب أن يظهر في دوري الأبطال، ليؤكد اللاعب معدنه الأصلي ومستواه المميز المعروف عنه مسبقاً، كما كان في "البلوز".
هازارد هذا الموسم سجل هدفاً واحداً فقط خلال 16 مباراة بـ"الليغا"، ويتعين عليه الرد سريعاً على منتقديه، من خلال قلب الطاولة على مانشستر سيتي في موقعة الإياب، بعدما خسر الفريق الذهاب على أرضه (1-2)، إذ سيكون "الملكي" مطالباً بالانتصار لتجنّب الخروج المبكر من المسابقة.