بالنسبة لمئات الآلاف من ساكني بيروت، كان الحطام الناجم عن انفجار الثلاثاء 4 أغسطس/آب الكبير بمثابة صدمة سيستغرق استيعابها بعض الوقت. أما بالنسبة لطاقم السفينة المملوكة لجهة روسية، التي هُجرت راسيةً في أواخر عام 2013؛ فقد تكون المفاجأة أقل وقعاً، يقول تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.
إذ ذكرت وسائل الإعلام المحلية، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين لبنانيين، أن الانفجار نجم عن انفجار 2750 طناً من نترات الأمونيوم المنقولة من سفينة الشحن Rhosus في عام 2014، فما هي قصة السفينة المهجورة؟
لماذا رست السفينة في لبنان؟ كانت Rhosus تُبحر رافعةً علم مولدوفيا، لكن يُقال إنّ ملكيتها تعود لإيغور غريتشوشكين، ابن مدينة خاباروفسك في أقصى شرقي روسيا، ويديرها طاقم من الروس والأوكرانيين.
وفقاً لتقارير حديثة، كان من المقرر أن تنقل Rhosus شحنة نترات الأمونيوم من ميناء باتومي الجورجي إلى ميناء بيرا في موزمبيق أواخر عام 2013.
لكنّها واجهت مشاكل فنية بالطريق، وفشلت في فحص السلامة الذي أُجري ببيروت. ثم صُودرت السفينة في وقت لاحق؛ بعد نفاد مال مالكها، على ما يبدو.
في عام 2014، حذَّر الكابتن بوريس بروكوشيف، مع وقوع طاقمه عملياً في الأَسر ونفاد ما لديهم من مؤن، من مخاطر شحنته.
قال لصحفي من صحيفة Sailor الأوكرانية: "نحن هنا منذ الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2013. والشحنة الموجودة في الحمولة هي نترات الأمونيوم: مادة متفجرة. لقد أُهملنا، ونعيش من دون أجر فوق برميلٍ قابل للانفجار، طيلة الأشهر العشرة الماضية".
رهائن على متن قنبلة عائمة: حمل تقرير صحيفة روسية عن الوضع عنواناً مرعباً، خاصةً في يومنا هذا: "طاقم سفينة الشحن Rhosus رهائن على متن قنبلةٍ عائمةٍ".
وفقاً للكابتن بروكوشيف، اختفى مالك السفينة بعد أن أصبح مَديناً للطاقم بما يصل إلى 200 ألف دولار أمريكي من الأجور. وتشير منشورات الشبكات الاجتماعية حول المالك وشركته، Teto Shipping Ltd، إلى وجود كثير من الادعاءات المماثلة.
صرَّحت ناتاليا كلام، مديرة مؤسسة Assol التي ساعدت البحارة آنذاك ومقرها بمدينة أوديسا، لصحيفة The Independent البريطانية، بأنّ الوضع الذي وجد الطاقم نفسه فيه ليس الأول من نوعه.
بعد وساطة دبلوماسيين أوكرانيين، وافقت السلطات المحلية على إطلاق سراح خمسة من البحارة. وبقي القبطان الروسي وثلاثة من كبار أفراد الطاقم الأوكراني على متن السفينة، ولم يُسمح لهم بالسفر إلى بلادهم حتى سبتمبر/أيلول من عام 2014.
إصلاح مستودع الأمونيوم: في الفترة نفسها، سُمِح بنقل البضائع الخطرة من السفينة؛ لـ"حفظها بأمان" في مستودع ميناء بيروت رقم 12. ووُثِّق النقل في مقال كتبه محاميان بموقع Ship Arrested في أكتوبر/تشرين الأول 2015.
تشير التقارير المبكرة إلى أن الانفجار أعقب أعمال الإصلاح بالمستودع، حيث تسببت الشرارات في انفجار حبيبات مجهولة، وبعدها نترات الأمونيوم.
تقول صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن السفينة تعود لرجل الأعمال الروسي إيغور غريتشوشكين، الذي تخلى عن الحمولة الخطيرة في سبتمبر/أيلول 2013، واتُّهم إيغور غريشوشكين- الذي يعيش حالياً في قبرص مع زوجته إيرينا- بالتخلي عن سفينته المحملة بمواد قاتلة، في بيروت.