تلقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات لاذعة على إثر تصريحاته التي أشار فيها إلى أن "هجوماً" أو "قنبلة" من نوعٍ ما، تسببت في الانفجارات المميتة التي وقعت في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي أسفرت عن سقوط 100 قتيل ونحو 4 آلاف جريح في حصيلة غير نهائية لأعداد الضحايا.
رواية الرئيس الأمريكي: ترامب كان قد قال إن الانفجارات "بدت وكأنها هجوم" على الرغم من عدم وجود أدلة فورية تشير إلى أن الانفجارات كانت عن تعمّد.
وقال الرئيس في تصريحاته: "التقيت ببعض كبار جنرالاتنا العظماء، ويبدو أنهم يشعرون أنه كان (هجوماً) من نوع ما. أي أنه لم يكن نوعاً ما من انفجارات المواد الصناعية. كان هذا –على ما يبدو، وهم يعرفون بطبيعة الحال أكثر مما أعرف- يبدو أنهم يعتقدون أنه كان هجوماً. كانت قنبلة من نوعٍ ما، صحيح".
هذا في حين لم يحدد المسؤولون اللبنانيون في تصريحاتهم العلنية سبب انفجارات الثلاثاء 4 أغسطس/آب 2020، إلا أنهم عزوا الأمر إلى مستودع كان مُخزناً فيه بطريقة لا تراعي شروط السلامة العامة آلاف الأطنان من مادة "نترات الأمونيوم" غير الآمنة لعدة سنوات.
كما نقلت وكالة Associated Press عن المدير العام للأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، قوله إنه من المرجح أن الانفجارات جاءت نتيجة اشتعال مواد مُصادرة في المرفأ منذ عدة سنوات.
انتقاد للرئيس: قوبلت تصريحات ترامب بهجوم من قِبل مسؤولين أمريكيين سابقين، حيث قال بريت ماكغورك، مسؤول الأمن القومي السابق في إدارة ترامب وكذلك في عهد الرئيسين السابقين باراك أوباما وجورج دبليو بوش، إن تصريحات ترامب "افتقرت إلى المسؤولية بدرجة فجّة"، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء.
كتب ماكغورك في تغريدة نشرها على موقع تويتر: "إنه استهتار إلى درجة فجّة أن يقف الرئيس على منصة البيت الأبيض، ويلقي تصريحات عابثة بشأن حادثة دولية كهذه، في الوقت الذي لا يزال فيه مئات الضحايا في عداد المفقودين أو يتلقون العلاج"، مضيفاً أن وزارة الدفاع عليها "تنظيف آثار هذا العبث الليلة".
وفي السياق نفسه، قال والتر شاوب، مسؤول مراقبة الأخلاقيات السابق في الحكومة الأمريكية، إنه يجدر بالولايات المتحدة "الابتعاد عن إلقاء التخمينات والانتظار حتى نحصل على معلومات من مصدر موثوق"، معتبراً أن "رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ليس مصدراً موثوقاً به".
من جهة أخرى، قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية إنه لا يوجد مؤشر فوري على أن الانفجار الذي وقع كان نتيجة هجوم، وفقاً لشبكة CNN الأمريكية. كما أحالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) طلبات التعليق إلى البيت الأبيض.
تفجير ضخم: وقضت العاصمة اللبنانية ليلةً داميةً جراء وقوع انفجار ضخم في مرفأ بيروت، وأوضحت التقديرات الأولية أنه بسبب انفجار أحد مستودعات المرفأ، كان يحوي "موادّ شديدة التفجير".
رئيس الحكومة دياب أعلن يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار، كما اعتبر مجلس الدفاع اللبناني الأعلى بيروت "مدينة منكوبة"، ضمن حزمة قرارات وتوصيات لمواجهة تداعيات الحادث.
يأتي الانفجار قبيل أيام من صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الجمعة، في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، في تفجير ضخم استهدف موكبه، وسط بيروت، في 14 فبراير/شباط 2005.
كما زاد انفجار الثلاثاء من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، من تداعيات أزمة اقتصادية قاسية واستقطاب سياسي حاد، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.