تدق مجموعة من المستثمرين ناقوس الخطر إزاء معاملة العمال الوافدين في الخليج، محذرةً من أن هناك ممارساتٍ قد تؤدي لانتهاكات أشبه بالعبودية الحديثة، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، الأربعاء 5 أغسطس/آب 2020.
الوكالة أوضحت أن المجموعة، التي تقودها "سي.سي.إل.إيه لإدارة الصناديق"، تقول إنها تمثل 38 مستثمراً يديرون أصولاً تربو على ثلاثة تريليونات دولار وتريد من الشركات الكشف عن كيفية حمايتها للعمالة الوافدة.
مخاوف من "العبودية الحديثة": يشكل هؤلاء العمال، وكثير منهم من آسيا، العمود الفقري لاقتصادات الخليج، ويعملون في قطاعات مثل البناء والضيافة والنفط والغاز.
وكتبت مجموعة المستثمرين إلى أكثر من 50 شركة دولية تعمل في المنطقة. وذكرت أن هذا لا يعني ارتكاب الشركات التي كتبت إليها أي مخالفة، لكن البعض قد لا يكون على علم بالمخاطر.
عبرت المجموعة في بيان عن قلقها من أن تكون ممارسات التوظيف تستلزم أن يدفع عمال وافدون من ذوي الأجور المنخفضة رسوماً كبيرة لوكلاء ووسطاء مقابل الحصول على عمل في الخليج.
قالت إن هؤلاء العمال يضطرون في كثير من الأحيان إلى الحصول على قروض أو التنازل عن ممتلكات لدفع تلك الرسوم، الأمر الذي قد يوقع بهم في "عبودية الدَّين" ويعرضهم لمخاطر السخرة والعبودية الحديثة.
احتجاز جوازات السفر: قال بيتر هيو سميث، الرئيس التنفيذي لـ"سي.سي.إل.إيه": "كمستثمرين، لدينا واجب أخلاقي يحتم علينا ضمان ألا نتربح من العبودية الحديثة بأي شكل من الأشكال".
وأثارت المجموعة أيضاً مخاوف بشأن احتجاز أرباب العمل جوازات سفر العمال الوافدين وتأثير التداعيات الاقتصادية لجائحة "كوفيد 19" عليهم.
بينما قالت شركة شل وشركة الإنشاءات الإسبانية أكسيونا وشركة الإنشاءات الفرنسية فانسي وفنادق حياة وويندام لرويترز إنها ملتزمة بحماية حقوق الإنسان وتطبق سياسات لحماية العمال.
ذكرت شل وأكسيونا وفانسي أن هذه السياسات لا تسمح بفرض رسوم توظيف على العمال، وأنها تراجع خطط الخدمات الاجتماعية الخاصة بهم. وقالت ويندام إنها لم تسمع بأي مخالفات في أيٍّ من فنادقها.
من جهتها، قالت إيلا نايت، من منظمة العفو الدولية، إن العمال المغتربين في الخليج يواجهون مشاكل منذ فترة طويلة منها عدم الحصول على أجورهم أو تأخر دفعها، والعمل القسري، وظروف العمل الخطيرة، وأماكن الإقامة المزدحمة غير الصحية.
من هي "سي.سي.إل.إيه"؟ تقدم شركة "سي إس سي" مجموعة شاملة من الخدمات التنظيمية والإدارية إلى المقرضين البديلين للتمويل، ومديري الصناديق، والمقترضين، والمشاركين في الأسواق الرأسماليّة.
تقول الشركة: "إننا قادرون على تأمين خدمات مخصّصة وشاملة عبر أية مرحلة من دورة حياة الأعمال، ونتمتع بعقود من الخبرة في مجال الأسهم الخاصة، والعقارات، والتمويل الهيكليّ، وإعادة الهيكلة عبر مجموعة كاملة من فئات الأصول".
كما تعدّ الشريك الموثوق لنسبة 90% من الشركات المدرجة في قائمة "فورتشن 500″، وأكثر من 65% من أفضل العلامات التجارية العالميّة (وفق تقرير "إنتربراند")، وحوالي 10 آلاف شركة محاماة، وأكثر من 3 آلاف مؤسسة ماليّة.
اتخذت الشركة منذ عام 1899 من ويلمنغتون في ديلاوير بالولايات المتحدة الأمريكية مقرّاً لها، وتمتلك مكاتب في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا ومنطقة آسيا المحيط الهادئ.