أعربت منظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء 5 أغسطس/آب 2020، عن إدانتها الشديدة لحصار الهند اللاإنساني للاتصالات والأمن في جامو وكشمير. وتزامن بيان المنظمة مع إطلاق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورشة بناء معبد هندوسي في مكان مسجد تاريخي كانت قد هدمته عصابة هندوسية قبل 30 عاماً.
انتهاكات جامو وكشمير: دعت المنظمة في بيان نشرته الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، المجتمع الدولي لا سيما دول المنظمة للضغط على الهند لوقف انتهاكاتها في جامو وكشمير، الجزء الخاضع لسيطرة الأخيرة من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان.
جاء في البيان أيضاً: "ندين بشدة حصار الهند اللاإنساني للاتصالات والأمن في جامو وكشمير المحتلة من قبلها".
كما أضاف: "نحث المجتمع الدولي لا سيما دول منظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ إجراءات صارمة على جميع المستويات للضغط على الهند لوقف انتهاكاتها ضد حقوق الإنسان في جامو وكشمير، والامتناع عن تحويل الوضع الجغرافي والديمغرافي فيها، والسماح بوصول بعثات تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، فضلاً عن السماح للكشميريين بممارسة حقوقهم وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي".
إلغاء الحكم الذاتي: يأتي بيان هيئة منظمة التعاون الإسلامي بعد مرور عام على إلغاء الحكومة الهندية المادة 370 من الدستور، والتي تكفل الحكم الذاتي في جامو وكشمير ذات الأغلبية المسلمة الوحيدة في البلاد ومن ثم تقسيمها إلى منطقتين تديرهما الحكومة الفيدرالية.
إذ يتمتع الإقليم منذ عام 1954، بوضع خاص بموجب الدستور الهندي، الذي سمح لها بسن قوانينها الخاصة، إلى جانب حماية قانون الجنسية، الذي منع الغرباء من الاستقرار في الأراضي وامتلاكها.
في الوقت الذي تسيطر فيه الهند وباكستان على أجزاء من كشمير، يطالب كل طرف بضمها إليه بالكامل، بينما تسيطر الصين على قطعة صغيرة من المنطقة.
في إطار الصراع على كشمير، خاضت باكستان والهند 3 حروب أعوام 1948 و1965 و1971، ما أسفر عن مقتل نحو 70 ألف شخص من الطرفين.
معبد هندوسي مكان مسجد: يتزامن ذلك أيضاً مع إطلاق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الأربعاء، ورشة بناء معبد هندوسي مثير للجدل، في خطوة سياسية دينية معبرة في موقع يرتدي طابعاً رمزياً للتوتر بين الطوائف الدينية، وتشكل تقدماً جديداً للتيار الهندوسي القومي في هذا البلد الذي يضم 1,3 مليار نسمة.
كما يتزامن الموعد الذي اختير لهذا الحدث مع الذكرى الأولى لإلغاء الحكم الذاتي لولاية كشمير الهندية المنطقة التي تضم غالبية مسلمة، وهو وعد آخر قطعه القوميون الهندوس خلال حملة الانتخابات التي حملتهم إلى السلطة في نيودلهي في 2014.
مع تشييد معبد مخصص للإله رام في مدينة أيوديا (شمال) وتغيير وضع كشمير، يطلق مودي إشارتين قويتين بشأن البناء الجاري لوطن هندوسي في الهند، مبتعداً أكثر فأكثر عن الأمة العلمانية والمتعددة الطوائف التي أرسيت عند الاستقلال في 1947.
شارك الرجل القوي في هذه الدولة العملاقة في جنوب آسيا واضعاً كمامة واقية، في مراسم دينية في أيوديا لتدشين ورشة بناء المعبد. بينما أنشد كبير الكهنة في شعائر قام بها رئيس الوزراء البالغ من العمر 69 عاماً "ليس فقد الإنسانية، بل كل الكون وكل الطيور والحيوانات، تأسرهم هذه اللحظة الذهبية". وبث التلفزيون الوطني الحفل مباشرة.
كانت المحكمة العليا حسمت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي هذا الملف المتفجر الذي يسمم السياسة الهندية منذ عقود. وقد منح القضاة الموقع المتنازع عليه إلى الأغلبية الهندوسية لبناء معبد على أنقاض مسجد دمره متطرفون، وأمروا بإعطاء المسلمين أرضاً جديدة في منطقة أبعد.