لم يسلم البشر ولا الحجر من انفجار بيروت، فمع مرور الوقت، بدأت تتكشف الأضرار الناجمة عن الحادث، الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص، وأصاب الآلاف، كما دمر العديد من المباني المحيطة بالمكان، حتى وصلت آثاره إلى وسط المدينة التي تبعد عن المرفأ عدة كيلومترات.
أحد أبرز المعالم التي لحقت بها الأضرار، كان جامع محمد الأمين، الذي أظهرت عدة فيديوهات أضراراً كبيرة لحقت به، حيث تدمرت جدرانه، وتكسرت نوافذه، وانهار جزء من سقفه.
وقد انتشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي للمسجد عقب التفجير، حيث رُفع أذان العشاء من داخله، وقد بدا مُعتماً ومدمراً.
يقع جامع محمد الأمين في وسط بيروت، وبالتحديد في ساحة الشهداء في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، حيث يعتبر من أضخم مساجد لبنان وأفخمها ويتسع لنحو 5 آلاف شخص.
يعود هذا البناء التاريخي إلى عام 1853، حيث بدأ كزاوية صوفية في ذلك الوقت، حمل اسم "زاوية الشيخ محمد أبوالنصر" حيث منح السلطان العثماني عبدالمجيد قطعة أرض للشيخ تقديراً لجهوده الدينية.
لاحقاً قام الشيخ بتحويل الزاوية إلى جامع صغير، وأطلق عليه اسم "محمد الأمين" نسبة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
برزت فكرة توسيع الجامع في منتصف القرن العشرين، إلا أن الحرب الأهلية أجلت المشروع إلى عام 2002، حيث وضع رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري حجر أساس بناء الجامع الحالي على أنقاض المسجد القديم.
تبلغ مساحة بناء الجامع المطل على ساحة الشهداء وشارع الأمير بشير الإجمالية 10700 متر مربع، موزعة على 4 طبقات وبه قباب طليت باللون الأزرق اللازوردي وأربع مآذن يمكن رؤيتها من عدة مناطق في بيروت وقد صمم على الطراز العثماني واللبناني فيما الزخارف والتفاصيل المعمارية على الطابع المملوكي فيما زينت أسقفه بثريات ضخمة من الكريستال.
يذكر أنه وبالقرب من الجامع، يقع ضريح رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي قضى اغتيالاً في تفجير استهدف موكبه في 14 فبراير/شباط 2005.