من المقرر أن يحضر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي احتفالاً يوم الأربعاء، 5 يوليو/تموز، حيث سيضع قالباً من الفضة وزنه 40 كيلوغراماً في موقع لبناء معبد هندوسي، في نفس الموقع الذي شهد في عام 1992 تدمير عصابة هندوسية لمسجد قديم يرجع بناؤه لأكثر من 400 عام.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت الإثنين 3 يوليو/تموز 2020، سيحل عيد ديفالي (أو مهرجان الأضواء) مبكراً هذا العام على مدينة أيوديا. فعلى الرغم من أن هذا الاحتفال الهندوسي لا يحين موعده إلا بعد 3 أشهر، أضيئت المدينة بمصابيح أرضية استعداداً لوضع حجر الأساس لمعبد هندوسي الذي ربما يكون القضية الأكثر شحناً للعواطف وإثارة للشقاق والتنافر.
معبد هندوسي مكان مسجد: يمثل هذا الحدث المرة الأولى التي يزور فيها مودي مدينة أيوديا. وتأتي تتويجاً لحملة سياسية قوية من حزبه الحاكم "بهاراتيا جاناتا" من أجل بناء معبد في نفس الموقع الذي شهد في عام 1992 تدمير عصابة هندوسية لمسجد قديم يرجع بناؤه لأكثر من 400 عام على مرأى ومسمع من أعضاء حزب "بهاراتيا جاناتا"؛ ما أثار اضطرابات أسفرت عن مقتل نحو 2000 شخص.
منذ ذلك الحين، أثارت هذه القضية أعمال شغب، وأوصلت حزب بهاراتيا جاناتا إلى السلطة السياسية بعدما كان على الهامش، حيث اعتاد إضعاف المسلمين والهندوس المستقطبين، ونجح في السيطرة على الحياة السياسية الهندية باستغلال مزيج معقد من التاريخ والدين والأساطير والقانون والعاطفة.
بالنسبة لحزب "بهاراتيا جاناتا"، سيكون وضع حجر الأساس للمعبد لحظة انتصار سياسي لعقيدته القومية الهندوسية.
أما بالنسبة للعديد من الهندوس العاديين، ستكون لحظة فخر خالصة، إذ سيُبنى معبد لمعبودهم رام، الأكثر تقديساً بين مجمع الآلهة الهندوس، تحديداً في المكان الذي يعتقدون أنه وُلد فيه. وفي مهرجان ديفالي كل عام، يحتفل الهندوس في جميع أنحاء العالم بعودة الإله رام إلى أيوديا باعتباره انتصار الخير على الشر.
لكن بالنسبة للمسلمين الهنود، فمشاعرهم أكثر تناقضاً ما بين حزن دائم على هدم المسجد الذي كان يقف سابقاً في نفس البقعة واستسلام للوضع.
"سيفتح جروحاً قديمة": من جانبه، انتقد الزعيم السياسي المسلم أسد الدين عويسي خطة رئيس الوزراء مودي لحضور هذا الحدث الديني، واعتبر ذلك انتهاكاً للقسم الذي أدلى به على احترام دستور الهند العلماني وحذَّر من أنه "سيفتح جروحاً قديمة".
كانت المحكمة العليا في الهند قد وافقت على بناء المعبد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما حكمت بأنه يمكن بناء المعبد في ذلك الموقع وتوفير قطعة أرض في مكان آخر لبناء مسجد جديد، منهية نزاعاً قانونياً طويل الأمد.
انتقادات بسبب كورونا: بيد أن توقيت فعاليات وضع حجر الأساس أثار انتقادات؛ لأنه يأتي في الوقت الذي تصارع فيه الهند للسيطرة على "كوفيد-19" بعد وصولها للمرتبة الخامسة بين أكثر الدول تضرراً.
قال السياسي شاراد بافار: "يعتقد البعض أن بناء معبد سيساعد في مكافحة كوفيد 19". وأشار آخرون إلى ما يسمونه "أولويات مودي الخاطئة" بسبب إقامة الحفل في خضم معركة الهند ضد "كوفيد-19". يُذكر أن كاهناً واحداً و15 شرطياً من داخل المجمع جاءت نتائج إصابتهم بالفيروس إيجابية.
فقد حظرت وزارة الداخلية الهندية نفسها كل التجمعات الكبيرة وحثت جميع الهنود الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً (مودي يبلغ من العمر 69 عاماً والعديد من قادة حزب بهاراتيا جاناتا الذين سيكونون حاضرين أكبر من هذا السن) على البقاء في منازلهم لأنهم أكثر عرضة للإصابة.
أما عن قائمة ضيوف الفعاليات، فعلى الرغم من تقليلها بدرجة كبيرة بسبب "كوفيد-19″، لا تزال تضم 200 شخصية مرموقة على الأقل.