بعد اتهامه بتلقي أموال سعودية.. ملك إسبانيا يعلن مغادرته البلاد دون تحديد وجهته

عربي بوست
تم النشر: 2020/08/03 الساعة 18:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/03 الساعة 18:26 بتوقيت غرينتش
ملك إسبانيا

أبلغ خوان كارلوس الأول، ملك إسبانيا الفخري، الإثنين 3 أغسطس/آب 2020، نجله فيليب السادس، العاهل الإسباني، قراره الرحيل عن إسبانيا والإقامة في بلد أجنبي؛ من "أجل البحث عن الهدوء"، وذلك في ظل متابعته قضائياً بسبب تلقي أموال من الخارج، خاصة من السعودية.

وفق تقرير لصحيفة "الباييس"، فإن القصر الملكي الإسباني "كاسا ديل راي" نشر بياناً رسمياً، بعد ساعات قليلة من مغادرته البلاد، قال فيه إن الملك خوان كارلوس الأول سيغادر للإقامة الملكية التي أقام فيها منذ 58 عاماً إلى مكان مجهول.

لن يهرب من التحقيقات: الصحيفة نفسها أكدت أن "البيان لا يحدد البلد الذي سيعيش فيه من الآن فصاعداً"، كما أنه وصف قرار مغادرته إسبانيا بالطوعي، على الرغم من اتفاقه مع ابنه، الذي أعرب عن "احترامه وامتنانه الصادق" للخطوة التي اتخذها والده.

بخصوص التهم الموجهة إليه وعلاقته بهذا القرار، قال خافيير سانشيز-جونكو، محامي الملك خوان كارلوس، في بيان رسمي، إن "مغادرته إلى الخارج ليست محاولة للتهرب من المتابعة القضائية (يحقق الادعاء بالمحكمة العليا والادعاء السويسري في استدعائه من الخارج)، مشدداً على أن موكله "سيبقى تحت تصرف المدعي العام في جميع الأوقات لأي إجراء يراه مناسباً".

الصحيفة نفسها، أوردت أيضاً أن الملك خوان كارلوس لن يخسر اللقب الفخري للملك، الذي مُنح له بموجب مرسوم ملكي في يونيو/حزيران 2014، قبل أيام قليلة من تنازله عن العرش، والذي لم يرغب ابنه في تجريده منه ضد إرادته كما فعل مع أخته كريستينا، بعد قضية "Urdangarin".

كان مدروساً: في الرسالة الموجهة إلى ابنه، أكد خوان كارلوس الأول أنه "بالرغبة نفسها في خدمة إسبانيا التي ألهمته، عبَّر عن استعداده لمواجهة كل القضايا المعروضة أمام القضاء، حتى تلك التي تهم حياته الخاصة".

أما بخصوص دوافع اتخاذه القرار، فقد أقر الملك في رسالته، بأن القرار "كان مدروساً" للانتقال خارج إسبانيا في هذا الوقت، مشدداً على أنه اتخذه "للمساهمة في تسهيل ممارسة" مهام رئيس الدولة التي يمارسها ابنه، وتمتيعه "بالهدوء والسكينة اللذين تتطلبهما مسؤوليته الكاملة". ويضيف: "إنَّ تراثي وكرامتي كشخص هما ما يطلبونه مني".

الابن ممتنٌّ لوالده: يُذكر أنه في نهاية شهر مايو/أيار من العام الماضي، قرر الملك  الانسحاب من الحياة العامة، وأكد أنه اتخذ هذه الخطوة "لأنه مقتنع بخدمة إسبانيا ومؤسساتها السياسية"، إذ قال بهذا الخصوص: "لقد كنت ملك إسبانيا لمدة 40 عاماً، كنت ملكاً للجميع، أردت دائماً الأفضل لإسبانيا وللتاج".

يؤكد القصر الملكي في بيانه، أن فيليب السادس نقل إلى والده "احترامه الصادق وامتنانه لقراره". 

جاء في البيان: "يرغب الملك في تأكيد الأهمية التاريخية التي يمثلها عهد والده، كإرث وعمل سياسي ومؤسسي لخدمة إسبانيا والديمقراطية، في الوقت نفسه، نريد تأكيد المبادئ والقيم التي تقوم عليها، في إطار دستورنا وبقية النظام القانوني".

فضيحة الرشاوى السعودية: حسب الصحيفة نفسها، فإن إقدام الملك على هذه الخطوة كان متوقعاً، منذ أن تفجرت فضيحة الرشاوى التي تلقاها من السعودية، والتي كانت سبب متابعته القضائية.

الإثنين 16 مارس/آذار 2020، قال موقع ABC News الأمريكي، إن ملك إسبانيا فيليبي السادس تنازل عن حقه في أي ميراث من والده الملك الأب خوان كارلوس، وسحب راتبه الذي يقدَّر بقرابة 200 يورو سنوياً، وذلك على خلفية تورطه في فضائح مالية تتعلق إحداها برشاوى وعمولاتٍ مصدرها السعودية، حيث قال الموقع إن الملك حصل على 88 مليون يورو (100 مليون دولار) من السعودية.

البيان الذي صدر من ملك إسبانيا جاء فيه أن الملك سيتخلى عن ميراث والده، وضمن ذلك "أي أصل أو استثمار أو هيكل مالي قد لا يتوافق أصله أو خصائصه أو غرضه مع الشرعية أو معايير الاستقامة والنزاهة".

أضاف البيان أن اتخاذ هذه القرارات يأتي بعد أن اكتشف الملك فيليبي السادس أنه مستفيد من مؤسسات مسجلة في الخارج باسم أبيه خوان كارلوس، دون أن يكون له علم بتعيينه كمستفيد في مؤسسة زاغاتا ومؤسسة لوكوم في حال وفاة والده خوان كارلوس، وأنه توصل من خلال قسم دولي للمحاماة لهذا الخبر السنة الماضية، ومباشرة قام بتحرير إشهاد أمام موثق يشهد فيه بعدم صلته بالمؤسستين وأبلغ السلطات بذلك.

في وقت سابق، نشرت صحف بريطانية تقارير تفيد بأن الملك فيليبي السادس استفاد من أموال مؤسستين تابعتين لوالده وتديران 65 مليون دولارٍ مصدرها عمولات ورشاوى من السعودية، ويُجري القضاء السويسري والإسباني تحقيقات قضائية بشأنها.

كما أشارت تقارير أجنبية إلى أن الملك فيليبي السادس مجبر على اتخاذ القرار، بسبب الرشاوى التي قدمتها المملكة العربية السعودية لوالده خوان كارلوس نتيجة وساطته في صفقة القطارات الإسبانية السريعة للسعودية.

يُشار إلى أن الملك خوان كارلوس أصبح ملكاً في نوفمبر/تشرين الثاني 1975 وتولى الحكم حتى تنازله في يونيو/حزيران 2014.

تحميل المزيد