قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، إن حركته رفضت قبل شهرين عرضاً من جهات (لم يحددها)، يقضي بتنفيذ مشاريع في قطاع غزة، بقيمة 15 مليار دولار، كونه يأتي في إطار خطة صفقة القرن الأمريكية، ويشترط "نزع سلاح المقاومة".
تفاصيل عن العرض: هنية وفي حديث لصحيفة "لوسيل" القطرية، نشرته الإثنين 27 يوليو/تموز 2020، قال إن الجهات التي قدمت العرض، طلبت بالمقابل "نزع سلاح المقاومة ودمجها في القوات الشرطية وإدارة القطاع بشكل منفصل وإنهاء المقاومة والتخلي عن القدس".
أشار هنية إلى أن "هناك أطرافاً جاءت إلينا قبل شهرين، ونحن نعرف بأنها مدفوعة من قوى كبرى، عرضت علينا مشاريع جديدة في قطاع غزة بقيمة حوالي 15 مليار دولار، بحيث يتم قيام مطار، وميناء، ومشاريع اقتصادية في قطاع غزة، ونُقل العرض لنا عبر وسطاء".
أضاف هنية أن رد حركة حماس كان "هذا حديث جيد نحن فعلاً نتطلع لأن يكون لدينا ميناء ومطار ومشاريع تنموية وكسر الحصار عن قطاع غزة باعتباره مطلباً فلسطينياً، ولكن ما هو المقابل؟".
أردف هنية يقول: "عرفنا أن المقابل هو أن نقوم بحلّ الأجنحة العسكرية للفصائل، ودمجها في أجهزة الشرطة وأن يصبح سلاحك خارج الخدمة، خاصة السلاح الثقيل والصواريخ التي تضرب تل أبيب وما بعد تل أبيب، وإمكانية القبول بإدارة قائمة بنفسها في قطاع غزة تتشكل من المكونات الداخلية لقطاع غزة".
هنية أكد أنهم "يريدون إنهاء وجود مقاومة وتحييد قطاع غزة عن الحركة الوطنية الفلسطينية ويتفرغ للضفة الغربية بعد الانتهاء من جبهة القطاع باعتبارها الجبهة العسكرية".
رفض للعرض: وأكد هنية أن حماس رفضت هذا العرض، مضيفاً: "قلنا لهم (تموت الحُرّة ولا تأكل بثدييها) ولا يمكن أن نقبل مقابل المشاريع أن نتخلى عن فلسطين أو المقاومة والقدس وشعبنا في الضفة وحق عودتنا لأرض فلسطين، ولم نتعاطَ مع هذه المشاريع، ونحن نعرف أن هذه المشاريع كانت مقدمة من جهات ودول كبرى".
أوضح هنية أيضاً أن حركته تريد كسر الحصار عن قطاع غزة، وتنفيذ مشاريع كبيرة، كالميناء، لكنه استدرك قائلاً: "نريد مشاريع في قطاع غزة، ولكن كحق وليس مقابل ثوابت سياسية أو نزع سلاح، بمبدأ أن فلسطين من البحر إلى النهر وحق العودة، وتحرير الأسرى وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
ويُجمع الفلسطينيون على رفض خطة "صفقة القرن"، التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يناير/كانون الثاني الماضي، وتتضمن إجحافاً كبيراً في الحقوق التاريخية للفلسطينيين، وتتعارض مع القرارات الدولية ذات العلاقة بفلسطين.
ويتعرض قطاع غزة، لحصار إسرائيلي مشدد منذ عام 2007، أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسكان.
العلاقات مع السعودية: في موضوع آخر، قال هنية إن علاقات حركة "حماس" مع المملكة العربية السعودية، قد تدهورت، وخاصة بعد اعتقال الرياض لعدد من قادتها.
أضاف هنية في هذا السياق: "للأسف بعض دول الخليج غيّرت من سياستها تجاه حركة حماس خلال العامين أو الثلاثة الماضية، وهذا التغير كان له تداعيات سلبية سواء كان في المسار الإعلامي الذي يصل لحد وصف حركة حماس والمقاومة بأنها إرهاب أو أن يكون هناك اعتقالات لعدد من الشباب الفلسطينيين، كما هو في السعودية".
تابع قائلاً: "لدينا حوالي 60 أخاً فلسطينياً معتقلاً، في مقدمتهم الدكتور محمد الخضري، وهو أول ممثل لحماس في السعودية دون تهمة".
وأضاف: "ظللنا نبعث رسائل لخادم الحرمين ولدينا ممثل في السعودية ولكن الخطوط ليست سالكة بيننا وبينهم، نبعث رسائل ولكن لا نلقى رداً، ونفاجأ بأن تكون هناك لائحة صادرة من إخوتنا في المملكة العربية السعودية تجاه إخوانهم الفلسطينيين بهذه الطريقة، و(يتهمون بأنهم) ينتمون لكيان معادٍ وتنسب إليهم جرائم، وتحدثنا مع الأمم المتحدة ووسطنا دولاً للإفراج عنهم".