تداول مغردون على موقع تويتر، الجمعة 24 يوليو/تموز 2020، مقطع فيديو يظهر فيه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد رفقة مَن قالوا إنه مستشاره السابق جورج نادر، الذي قضت محكمة أمريكية الشهر الماضي بسجنه 10 سنوات، بعدما أدانته بـ"حيازة مواد إباحية لأطفال واستغلالهم جنسياً".
يظهر بن زايد في الفيديو وسط الصحراء رفقة 3 أشخاص آخرين، من بينهم نادر الذي كان يقف بجانب سيارة.
وليس من الواضح تاريخ التقاط الفيديو الذي أشار ناشروه إلى أنه يُنشر للمرة الأولى، لكنه يؤكد الصلة القريبة بين الرجلين، إذ كانت الإمارات قد التزمت الصمت منذ بدء محاكمة نادر وربطه بولي العهد محمد بن زايد الذي عمل مستشاراً لديه.
نادر وراء القضبان: يأتي انتشار الفيديو بعد نحو شهر على قرار محكمة فيدرالية أمريكية بإدانة نادر، بتهم تتعلق بممارسة الجنس مع الأطفال، وأصدرت الجمعة 26 يونيو/حزيران 2020، حكماً بسجنه 10 سنوات.
نادر كان قد اعترف بتهمة حيازة مواد إباحية لأطفال، وإحضار طفل عمره 14 عاماً إلى الولايات المتحدة لممارسة الجنس معه وتصوير العنف الجنسي للقُصَّر، وفق موقع سي إن إن.
وكجزء من صفقة الْتماس، وافقت وزارة العدل على التوصية بأن نادر لا يتلقى سوى العقوبة الدنيا الإلزامية لمدة 10 سنوات في السجن.
كان نادر قد شق طريقه إلى محيط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعمل مستشاراً غير رسمي للسياسة الخارجية، وحضر اجتماعات رفيعة المستوى.
كذلك فإن نادر المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، حضر اجتماعات دبلوماسية بين المسؤولين الأجانب وصهر ترامب، غاريد كوشنر، وكبير الاستراتيجيين السابقين ستيف بانون، ومستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين. وقال محاموه إنه "ساعد في ترتيب" أول رحلة دولية لترامب إلى السعودية عام 2017.
اعترافات نادر: تعود قضية نادر الجنائية إلى يناير/كانون الثاني 2018، عندما أوقفه عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الذين يعملون لصالح المحقق الخاص روبرت مولر في مطار واشنطن العاصمة لاستجوابه.
في أثناء فحص هواتفه عثروا على عشرات مقاطع الفيديو الجنسية الصريحة للفتيان دون السن القانونية، وفقاً لإيداعات المحكمة، ووافق على مساعدة مولر وسُمح له بمغادرة الولايات المتحدة، لكن تم القبض عليه عندما عاد في عام 2019.
يقول المدّعون إن نادر عاشق للأطفال مدى الحياة، وواجه لأول مرةٍ اتهامات من هذا النوع في عام 1984، ولكن تم إسقاط التهم. وأقر بأنه مذنب في عام 1991 لنقل صور إباحية للأطفال، وأُدين بجمهورية التشيك في عام 2003 بدفع مقابل ممارسة الجنس مع عديد من الأولاد دون السن القانونية.
كذلك اعترف نادر بإحضار الصبي إلى الولايات المتحدة لممارسة الجنس في عام 2000، عندما كان عمره 14 عاماً. وقال الضحية في حديثه للمحكمة، إن نادر "خدعني وأساء إليَّ" و"سرق حياتي كلها عملياً" بتعريضه للاعتداء الجنسي. قال: "كرهت نفسي وخجلت من نفسي، ولا تزال هناك ذكريات مؤلمة سأحملها حتى وفاتي".
كجزء من عقوبته أيضاً، سيدفع نادر 150 ألف دولار للضحية، التي أخبرت المحكمة بأن الإساءة أجبرته على ترك المدرسة، وأنه أنفق مدخراته للسفر إلى الولايات المتحدة؛ لمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي.
من جانبه، قال محامو نادر، عندما طلب من القاضي التمسك بعقوبة السجن 10 سنوات: "هناك خوف حقيقي من أنه لن يدوم مدة العقوبة"، بسبب مشاكله الصحية ووباء الفيروس التاجي. كما أشادوا باستئنافه المكثف وجهوده الدبلوماسية في الشرق الأوسط.