نهاية مأساوية تلك التي عاشها مريض أمريكي بفيروس كورونا المستجد بعد رحلة علاج استمرت 64 يوماً في مستشفى بجنوب كاليفورنيا، انتهت باضطرار الأطباء لبتر أصابع يده بعد أن عانى من مضاعفات شديدة.
غريغ غارفيلد شارك قصته وفق ما نقل موقع "أي بي سي 4" الجمعة 24 يوليو/تموز 2020، كتحذير للآخرين من خطورة الفيروس القاتل، إذ أصيب وعشرات من أصدقائه بكورونا خلال رحلة تزلج في إيطاليا في فبراير/شباط الماضي.
إصابة قاتلة بالفيروس: كانت حالته الأسوأ ضمن المجموعة، واعتقد الأطباء أن نسبة بقائه على قيد الحياة لا تتجاوز 1%. ونقل إلى مركز "بروفيدانس سانت جوزيف" الطبي، ليصبح أول مريض في المستشفى بالفيروس.
في غضون 48 ساعة من وصوله إلى المستشفى تدهورت حالته بشكل كبير ووضع على جهاز التنفس الاصطناعي. ونقل تقرير الموقع عن غارفيلد أنه عانى من مضاعفات شديدة منها الفشل الكلوي وفشل الكبد والانسداد الرئوي.
أمضى غارفيلد 64 يوماً في المستشفى، 31 يوماً منها على جهاز التنفس الاصطناعي.
العودة إلى الحياة: وفقاً للدكتور دانيال ديا فإن معدل الوفيات لمن يوضعون على أجهزة تنفس لا يقل عن 70%. وأظهر غارفيلد تحسناً ليفرج عنه من المستشفى في أوائل مايو/أيار.
قال غارفيلد: "لقد نجوت من هذا. أنا بخير. ولكن احترسوا من ذلك.. لم يعد لدي أصابع. هذا يمكن أن يحدث لكم".
من جهته قال جراحه، الدكتور ديفيد كولبر من مركز سيدارس سيناي الطبي في لوس أنجلوس، إن بتر أصابع يده كان بسبب تأثير الفيروس على تدفق الدم.
أضاف كولبر أن كورونا يؤثر على مجرى الدم داخل الأوعية الدموية، لذلك يصاب بعض الشباب بسكتات دماغية، ولهذا السبب يتم إعطاء مرضى كورونا الآن أدوية لتمييع الدم.
أصابع اصطناعية: ستشمل عملية إعادة بناء أصابع غارفيلد ست عمليات على الأقل. وقال كولبر إن الجراحين سيضطرون إلى إنشاء الأطراف الصناعية لأصابعه، ومساعدتهم على العمل "مثل اليد الإلكترونية".
ستكون التكلفة الطبية لهذه الإجراءات أعلى من فاتورة المستشفى البالغة 2 مليون دولار لإقامته لمدة شهرين، على الرغم من أن معظمها كان مغطى بالتأمين. لن تتم تغطية الأطراف الاصطناعية له.
مساعدات مالية: جمع حساب GoFundMe الذي تم إنشاؤه منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر أكثر من 200،000 دولار لمساعدة Garfield في تكاليفه الطبية.
مع استمرار ارتفاع عدد حالات COVID-19 في جنوب كاليفورنيا وحول الولايات المتحدة ، لدى غارفيلد وصديقته، إيه جيه جونسون، رسالة للناس عندما يتعلق الأمر بأخذ الفيروس على محمل الجد وارتداء الأقنعة.
إذ يواصل الوباء انتشاره وأجبرت دول عدة على تشديد إجراءاتها. وفي أقل من خمسة أيام، أحصيت مليون إصابة جديدة في العالم. ومنذ أسبوع، يتم إعلان ما متوسطه أكثر من 230 ألف إصابة يومياً وقد تضاعف عدد الحالات المؤكدة منذ 11 يونيو/حزيران.
كما تتصدر الولايات المتحدة الدول المتضررة من حيث عدد حالات الإصابة إذ تخطت قبل أيام الأربعة ملايين حالة كما سجلت أكثر من ألف وفاة لأربعة أيام متتالية.