وصفت الخارجية الإثيوبية، الجمعة 24 يوليو/تموز 2020، بدء عملية ملء سد النهضة بـ"نصر دبلوماسي"، بالتزامن مع تصاعد التوتر في مصر والسودان حيال تعثر المفاوضات بشأنه.
يأتي ذلك بينما عبرت مصر عن مخاوفها من أن تواصل إثيوبيا مخططاتها بشأن سد النهضة، والمساس بـ"حقوق مصر التاريخية" وحصتها من مياه النيل.
"نصر دبلوماسي": قال المتحدث باسم الوزارة، دينا مفتي، في مؤتمر صحفي، إن "ملء السد بنجاح نصر دبلوماسي عزز مصداقية إثيوبيا على الساحة الدولية".
وأضاف مفتي: "لقد توصلت الدول الثلاث (إثيوبيا ومصر والسودان) إلى تفاهم مشترك وانتهت (القمة الإفريقية) بنجاح، وكان ذلك انتصاراً للدول الثلاث".
وتأتي هذه التصريحات رغم تعثر وصول مفاوضات السد الإثيوبي إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل "النهضة"، ومناشدات القاهرة والخرطوم مراراً بضرورة الالتزام بعدم اتخاذ إجراءات أحادية حيال السد المتنازع عليه.
الثلاثاء، عقدت قمة إفريقية افتراضية مصغرة بشأن سد النهضة، بمشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الجنوب إفريقي ورئيس الاتحاد الإفريقي سيريل رامافوزا، ورئيسي الوزراء، السوداني عبدالله حمدوك، والإثيوبي آبي أحمد.
احتفال بملء الخزان: في اليوم ذاته، أقرت أديس أبابا، باكتمال المرحلة الأولى من مل سد النهضة، بعد أيام من نفي إثيوبي رسمي للملء. وقال مكتب آبي أحمد، في بيان على تويتر آنذاك: "أصبح من الواضح على مدى الأسبوعين الماضيين في موسم الأمطار أن عملية ملء سد النهضة في السنة الأولى قد تحققت وأن السد قيد الإنشاء".
الأربعاء، أعلنت الخارجية المصرية، في بيان، التوافق خلال القمة الإفريقية على مواصلة التفاوض، وضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم قانوناً، يتضمن آلية لفض النزاعات بين الأطراف الثلاثة.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان السودان "انحساراً مفاجئاً" في مستوى مياه نهر النيل، وخروج عدد من محطات مياه الشرب عن الخدمة، وإعلان مصر بدء خطة شاملة لترشيد استهلاك المياه، بحثاً عن مَخرج في ظل استمرار الخلافات مع إثيوبيا.
عقوبات أمريكة: في المقابل، كشف مسؤولون بالإدارة الأمريكية أن واشنطن تبحث معاقبة إثيوبيا بسبب موقفها من مشروع سد النهضة، بحجب بعض المساعدات عنها.
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، نقلت مساء الأربعاء 22 يوليو/تموز، عن 6 مسؤولين ومساعدين في الكونغرس مطلعين على قضية سد النهضة، قولهم إن إدارة ترامب "تدرس فرض العقوبات على خلفية موقف أديس أبابا تجاه مشروع سد النهضة والذي أدى إلى توتر شديد لعلاقتها مع دولتي المصب السودان ومصر".
أضاف العديد من المسؤولين أن إدارة ترامب يمكن أن تمضي قدماً في خفض المساعدات لإثيوبيا إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود آخر ولم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق نهائي.
رأى بعضهم أن السد "غذى الانقسامات والارتباك داخل الحكومة الأمريكية، منذ أن طلب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من نظيره الأمريكي دونالد ترامب المساعدة في التوسط في المفاوضات بشأن السد العام الماضي".
كما قال مسؤول أمريكي مطلع لـ"فوربين بوليسي" ـ لم يتم الكشف عن هويته ـ إن إدارة ترامب "أدركت أنها يجب أن تقف إلى جانب مصر في هذا الصدد". وأضاف: "يبدو أنه لا يوجد أحد في البيت الأبيض من ينظر إلى ذلك من خلال عدسة إفريقيا وتأثيره (سد النهضة) على إثيوبيا".